دكتور حاتم العبد يكتب .. فلنحتفي بمنتخبنا القومي.

رغم كوني غير كروي على الإطلاق، حتى إن محاولات بعض الأصدقاء لشرح الفرق بين الكأس والدوري باءت بذريع الفشل، إلا أنني ذهبت أمس لمشاهدة مباراة مصر والكاميرون مع بعض الأصدقاء المصريين هنا في فرنسا. كان يحدوني الأمل في أن يحقق المنتخب المصري الفوز بالبطولة، وتكتمل فرحة جموع المصريين في كل مكان، لكن تلك هي قواعد اللعبة، مكسب وخسارة.
نجح منتخبنا القومي في جمع المصريين بمختلف طوائفهم خلف شاشة واحدة، وخلف هدف واحد وأمنية واحدة، ورفع الجميع علم مصر على مختلف توجهه السياسي، اللهم إلا قلة قليلة من المصريين التي تمنتّ عكس ذلك.
فوجئت كما فوجئ غيري بأصواتهم ترتفع بالدعاء بالخسارة لمصر!!
أن تختلف مع النظام الحاكم لهو حق دستوري، لا ينازعك فيه أحد، أن تمتلك وجهة نظر مغايرة للحكومة لهو عين الثراء ومنبع الديمقراطية وأساس التقدم وعماد الرقي، أمّا أن تختلف مع مصر والمصريين، فهذا الذي ليس من حقك ولا تملكه، فمصر والمصلحة العامة ليسوا بلعبة ولا مٌزحة للاختلاف.
وإني لأستعجب ممن تمنى الخسارة لمصر على قالة أنّ الفوز سوف يُحسب للنظام الحاكم وبما أنهم على خصومة سياسية مع النظام، فلا بأس من التمني والدعاء بخسارة المنتخب، وقد كان، ثم بالتشفي فيه.
إن فاز المنتخب فهو ضعف لموقفهم وغضب من الله لحقهم وإن خسر المنتخب فهذا نصر لهم وغضب من الله على الفريق ومن قبله على النظام.
غريب الأمر أن هذا الفكر لم يكن لدى البعض ذو التوجه الإسلامي فقط بل استطال الأمر إلى شخوص مدنية تكاد تكون منقطعة الصِّلة بالدِّين. ومرجع ذلك هو أيضا الخصومة مع النظام.
وإني لأسأل هؤلاء، هل المنتخب الوطني هو منتخب النظام؟ وهل الحكومة هي من اختارت أفراده ولاعبيه؟ وهل قامت الحكومة بمرانهم؟ أم أنه منتخبنا نحن المصريين، ملك لشعب مصر، بكل طوائفه ومكوناته، ألم تشاهدوا المصريين مصطفّين خلف الشاشات؟ ألم تلمسوا الأمل الذي دبّ في أوصالهم، ألم تسمعوا صياحهم عقب فوزنا على بوركينا فاسو؟ ألم ترو لهفتهم وشوقهم للنصر؟
أم أنكم تُخلطون الأوراق ببعضها، وتختلف عليكم الأولويات، وتتمنون فرض مزاجية مُنعزلة على جموع المصريين؟
غالب الأمر أننا بحاجة حالّة للوقوف مع أنفسنا، وهل نحن مع مصر ومصلحتها أم مع أشخاص؟
ثم هل تتمنون السقم والمرض للمصريين نكاية في النظام؟ وأن يحل بمصر - لا قدر الله - من الكوارث والمصائب تشفيا في النظام؟
يا سادة المبادئ جزء لا يتجزء، فلنستقم يرحمنا الله.
وليعلم الجميع أن الأشخاص والأنظمة إلى زوال، والأوطان والمبادئ إلى بقاء.
شكرًا لمن رسم البسمة على وجوه ملايين المصريين بل والعرب وغرس الأمل في نفوس مُحبطة ترزخ تحت نير اللا أمل، وغلاء الأسعار وضيق العيش.
وإني لأدعو جموع المصريين بالخروج لاستقبال منتخبنا الوطني في المطار، وتحيته وتهنئته على مجهوده وتعبه وعرقه. وكيف لا، وقد صرح مسؤولون كبار في إتحاد الكرة مرارا أن أملهم الوحيد وأقصى توقعاتهم كان الوصول للدور الأول. أما وقد اجتهد الأبطال وزأرت الأسود المصرية ووفقهم الله إلى الوصول إلى النهائي في ظل ظروف ومعطيات غاية في الصعوبة والتوقيت، فحق لنا تهنئتهم ووجب علينا أن نوفيهم ولو جزء من حقهم.
حظ أوفر لمنتخبنا القومي في قابل الأيام وخاصة الطريق إلى كأس العالم، ولستجدنّ كل المصريين المخلصين خلفك، ولكل أفراده الشكر والتقدير والاحترام.
وشكرًا لكل من يرفع علم مصر في كل مجال، ويعلي من رايتها، ويبذل الغالي والثمين بغية رفعة شأنها.
تحيا مصر تحيا مصر أبد الآبدين.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;