ينشر "انفراد" الفتاوى الواردة على موقع دار الإفتاء فى القضايا، التى تهم المواطنين، حيث سأل أحد الأشخاص، عن حكم ما إذا عاهد الله على شئ ثم خالف عهده.
وكان رد دار الإفتاء أن مذهب المالكية قال "أعاهدك يا الله ألا أفعل كذا" ثم عدم الالتزام بموجب ذلك فيها قولان:
(الأول) : أنه يمين وعليك وعليك الكفارة.
(الثانى) : أنه ليس بيمين، ولا كفارة عليك، واستحسنوا هذا القول مع وجوب الالتزام بهذا العهد إذا كان عهدا على فعل طاعة أو ترك معصية.
قال المواق فى "التاج والاكليل" : "وفى: أعاهد الله قولان، اللخمى : اختلف إن قال أعاهد الله فقال ابن حبيب : عليه كفارة يمين، وقال ابن شعبان : لا كفارة عليه وهو أحسن لأنه لم يحلف بالعهد فيكون قد حلف بصفة وقوله أعاهد الله فالعهد منه وليس بصفة لله تعالى ولا أعطى بالله عهدا فإن عقد أن يفعل طاعة لزمه الوفاء بها لما عقد على نفسه وإلا فلا شئ عليه".
ومذهب الحنابة أنه إذا قال: أعاهد الله أنى أحج العام، فهو نذر وعهد ويمين، ولو قال : ألا أكلم زيدا، فيمين وعهد لا نذر، فالأيمان إن تضمنت معنى النذر – وهو أن يلتزم لله قربة – لزمه الوفاء، وهى عقد وعهد ومعاهدة لله لأنه التزم لله ما يطلبه الله منه وإن تضمنت معنى العقود التى بين الناس - وهو أن يلتزم كل من المتعاقدين للآخر ما اتفقا عليه – فمعاقدة ومعاهدة يلزم الوفاء بها ثم إن كان العقد لازما لم يجز نقضه، ولا كفارة فى ذلك لعظمه.
وعليه : فالواجب عليك الالتزام بما عاهدت الله تعالى عليه من الطاعة وترك المعصية وإلا فلو نقضت العهد فيستحب لك إخراج كفارة يمين مراعاة لخلاف من أوجبها والخروج من الخلاف المستحب ولك أن تأخذ بالقول الآخر ولا يلزمك الكفارة رغم ترتب الاثم على مخالفتك العهد.