ما أثارته الصديقة الكاتبة سمر نور، فيما يتعلق بمجموعتها القصصية «فى بيت مصاص دماء» الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والحاصلة على جائزة ساويرس الدورة الماضية، مؤشر مهم يفتح الباب على ما يحدث فى إدارة توزيع الكتب فى هيئة الكتاب وفى غيرها من الهيئات الحكومية.
وملخص ما تم نشره حول أزمة سمر نور، هو ما يوضحه البيان التالى:
«أن المجموعة القصصية «فى بيت مصاص دماء» الحائزة على جائزة ساويرس لكبار الكتاب والصادرة عن الهيئة العامة للكتاب لم تشارك فى أى معارض داخلية أو خارجية من أول السنة حتى الآن، والهيئة ردت على الكاتبة فى فبراير الماضى، أثناء معرض القاهرة بأن النسخ غير موجودة فى المخازن، وبما أنها لم تكن متوفرة فى المنافذ حينذاك فقد أقر رئيس الهيئة بضرورة إصدار طبعة تانية بعد المعرض، وفوجئت الكاتبة قبل رمضان الماضى بأن الهيئة تنكر نفاد الطبعة، ومع ذلك لا توزع الكتاب، ومن شهرين تم إيداع نسخ قليلة فى منفذين فقط، وحين سألت الكاتبة فى منافذ بيع الهيئة فى المحافظات تأكدت أن الكتاب لم يرسل من الأساس للمحافظات، بل لم يوزع سوى على ثلاثة منافذ فى القاهرة من بداية صدوره، رغم أن النسخ التى عرضت فى حفل توقيع الكتاب وفى معرض القاهرة 2017 نفدت، ورغم أن القائمين على منافذ البيع أكدوا أنهم طلبوا الكتاب من المخازن كثيرًا لأن هناك طلبًا عليه خصوصًا بعد حصوله على الجائزة، والهيئة تتعنت وترفض الرد على الكاتبة أو على الصحفيين، وهو موقف غير مفهوم فليست هناك دار نشر فى العالم تتعامل مع كتاب حائز على جائزة بتلك الطريقة المهينة، فما هى المعايير التى تختار الهيئة على أساسها الكتب التى تشارك فى المعارض! كما أنه لا يليق بهيئة معنية بالثقافة أن تحرم المحافظات من كتب طبعت بأموال الناس وضرائبهم بلا أى تفسير» انتهى البيان.
وأنا عن نفسى لا أعرف من أين تأتى الفجوة الزمنية «العجيبة» بين زمن إصدار الكتاب وزمن توزيعه، فى الهيئات الحكومية، ولماذا تعرف الكتب طريقها أولًا إلى المخازن، ثم تضل طريقها فى الخروج من هناك، وتصبح الكتب مكدسة فى انتظار التلف، بينما بعض الكتب يبحث الناس عنها فى مراكز التوزيع، وعلى أرصفة وسط البلد دون طائل.
ما أعرفه أن المخازن موجودة كى تستوعب العائد من الكتب بعد توزيعها، أى الذى لم يتم بيعه، وذلك لوضع خطة جديدة لتسويقها، ترتبط بمعارض الكتب والمكتبات المدرسية والمكتبات العامة، لذا نرجو من الدكتور هيثم الحاج على، والدكتور أنور مغيث والدكتور أحمد عواض بصفتهم رؤساء الهيئات المسؤولة عن النشر حتى الآن أن يضعوا خطة ضرورية لتوزيع الكتب بشكل أكبر، وهم المستفيدون.