"لا أنتمى لهذا العصر.. خيالى يجذبنى إلى الماضى"

وجودى فى هذا العصر لا يعنى أننى لم أتمن يوماً أن أكون موجوداً فى عصر آخر فى الماضى.. ومواكبتى لروح هذا العصر مع أبناء جيلى لا تعنى أننى لا أسافر إلى الماضى بخيالى متخيلاً نفسى حياً فى عصر غير هذا العصر الإلكترونى السريع.. رغم أننى لم أعاصر الماضى إلا أننى عشقت تفاصيله التى رأيتها فى سطور الكتب التاريخية الوثائقية التى تحدثت عن طبيعة الحياة فى الماضى، وشاهدتها فى الحبكات الدرامية الموجودة فى المسلسلات والأفلام التى جسدت كل شيء عن الماضى بمعدات الحاضر الحديثة، لتنتج صورة جميلة عن الماضى وأجمل مما كانت فى الواقع.. لم أتمن أن أكون فى الماضى البعيد وإنما تمنيت أن أعيش فى الماضى القريب من تاريخ مصر الحديث، خاصة فى زمن الملكية المصرية. ما أجمل مصر المحروسة فى أربعينيات وأوائل خمسينيات القرن الماضى، وما أروع عصر الملكية المصرية الذهبى الذى كان يتسم بالرقى والأبهة فى كل شيء.. كان هذا الزمان يسمى بزمن الفن الجميل، لأن كل أنواع الفنون برزت فيه بشكل ملحوظ، من موسيقى ومسرح وسينما وضجت الأوبرا المصرية بتقديم عروض الباليه.. رغم أن الأفلام السينمائية لم تكن ملونة وكانت أبيض وأسود إلا أن الأفلام كانت لها رسائل حقيقية وهادفة، ورغم كثرة الرومانسية فيها إلا أنها كانت تتحدث عن علاقة حب راقية وتعبر عن الواقع بصورة محترمة دون أى خدش للحياء.. كان الجمال ظاهراً فى هذه الأفلام، وفى الفنانات الجميلات بالفطرة اللاتى لم يلجأن لعمليات تجميل لأن جمالهن كان طبيعيا وبسيطا سواء جمال شادية البرىء أو رقة فاتن حمامة أو رقى مريم فخر الدين. طبيعة الحياة نفسها كانت جميلة.. الشوارع كانت تغسل بالماء والصابون.. ملابس السيدات كانت قصيرة ومواكبة للموضة التى كانت تنزل فى مصر قبل أوروبا وتباع فى محلات شيوكوريل، ومع ذلك لم يكن هناك ظواهر سلبية كالتحرش الموجود الآن.. حتى الدين كان الاهتمام به كبيرا ولم يكن هناك تطرف فكرى أو إرهاب كما هو الحال الآن، لأن العقول كانت مستنيرة، حيث الشباب كانوا يقضون أوقات فراغهم فى أشياء مفيدة كالقراءة والدراسة، فالثقافة كانت سائدة وقتها ولم يكن هناك بلاى ستيشن أو إنترنت يضيع وقتهم. كانت المنتزهات جميلة ومليئة بالورود والزحام السكانى لم يكن له وجود حتى المرور كان منظماً وأسطح المنازل كانت نظيفة خالية من أسلاك الدش، كانت الحياة كلاسيكية إلى أبعد حد والأسر مترابطة والبيوت مستقرة لأن الاحترام المتبادل بين الأبناء والآباء كائن سائداً. كان الفقراء يعيشون فى نفس القصور التى يسكنها الأغنياء ولكن فى منزلهم المتواضع الموجود داخل حديقة القصر، كانوا يزرعون الأرض ويأكلون مما يحصدون بأيديهم، لم يكن هناك حقد طبقى أو اجتماعى بل الكل عرف حدوده وعاش مع الآخر فى سلام.. فما أجمل هذا العصر الذى كان أقرب للمثالية فى كل شىء.. ليتنا نعيد ولو جزء بسيط من الرقى المفقود فى كل جوانب الحياة الآن.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;