رسالة 4.. مجرد ملاحظة


لن أجد مثال يعمق الفكرة التي أود الحديث عنها وتراودني منذ فترة وتكون واضحة وجلية لطرحها أمامك مثل ما حدث لي أمس بعد منتصف الليل.

تبادلت الحديث مع صديقي الذي يسكن معي في الشقة وأسكن معه في نفس الغرفة، مجرد حديث عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك":ــ

هو: انت فين يا نجم، أجيلك على القهوة

أنا: لا يا صديقي أنا في البيت.. هتجيب أكل؟

هو: لاء أنا مش جعان بس ممكن أجيب حاجة خفيفة فطيرة مثلا
أنا: تمام يا كبير (انتهت هنا المحادثة).

صديقي لا يعرف أنني انتظره لنأكل معا..عادي، هذا لا يغضبني إطلاقا لكنه أزعجني على المستوى الإنساني العام، ماحدث يحدث ويتكرر معي في أشياء أخرى ومع غيري في أمور أخرى.. نحن لا نستمع جيدا للآخر لا نتوقع شيئا عنه لا نسمع سوى صوتنا الداخلي فقط.

الحقيقة أن هذا المشهد البسيط أضاء من حولي أماكن في العلاقات الإنسانية كانت قبله مظلمة تماما، أوضحت أساليب التواصل في الحياة العامة، وكيفية هذة العلاقات الإنسانية وتشكلها الذاتي، أو بمعنى أدق هروبها إلى الداخل إلى أعماق الذات.

ليس بمعنى الأنانية أو تلك الأمراض النفسية المتعارف عليها في بعض الناس من حولنا ونذوق منها جميعا، الأمر أكثر عمقا وخطورة أراه كذلك، لأنه ليس لا يعبر عن سلوك سطحي في أمور سطحية بل هو سلوك داخلي للشخص يستمر في التشكل ولم يتحدد شكله النهائي بعد، بل كل المؤشرات تتحرك في هذا الاتجاه الإنساني أو بواقعية أكثر ما أراه في الشارع المصري الآن من علاقات بيني وبين كل ما هم في دوائر إهتماماتي فقط يتبادلون الأفكار التي تعبر عن رغباتهم الشخصية وميول وجدانهم.. أسمع في المواصلات العامة في المقاهي حديث غالبا ما يكون من طرف واحد ويعبر عن رأي واحد والآخر"المستمع" يرد بكل طاقته الإقناعية ويقول هو الآخر رأيه، ثم يفترقا كل في طريقه، ولم يصنع أحد منهم برأي الآخر شيئا إطلاقا.

يبدو أننا افتقدنا المساحة المشتركة في أي حديث بيننا يحدد معالم النقاش وأهدافه.

مجرد ملاحظة أتناقش فيها معك دون إدعائي لفهم وإدراك تلك الظاهرة، وإن كانت ظاهرة فعلا أم لا.

تلك الإشكاليات يحددها علماء الإجتماع والمهتمين بالعلوم الإنسانية الكبرى، ولا أعلم بالتحديد أن هذة الأجواء هي التي تصنع بيننا "دكتاتور" حقيقي، أم أنها هي اللبنة الأولى في تأسيس مجتمع حضاري يبدأ من ذاته حتى يكتشف العالم.

تصب تلك الملاحظة في التعامل بحرص مع مصطلح "الثقافة" فإنها ليست القراءة فقط أو الدراسة والإطلاع، بينما الثقافة هي كل شيء نمارسه خلال يومنا، وأعتقد أن الثقافة لها بعدان أساسيان "الذهنية والوجدانية" وما بينهم تتضح صورة المجتمعات، ولإعادة البناء لن يتوقف حديثي لك عن الثورة الثقافية.







الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;