الأكثر ضجيجا أكثر تأثيرا .. "التريند مش دايما على حق"!!

لايهم ماذا تفعل المهم ان تصنع شيئا يشد اليك الانظار ويضاعف من اللايك والريتويت والشير. وركوب التريند ليس مثل نزوله، والركوب يحتاج الى مواهب خاصة ورغبة مع أى كلام، وما زلنا فى معرض الكتاب، وكيف تتفوق كتب " الولاحاجة" فى التسويق على غبيرها من الكتب الجادة، ويمكن لشاعر مجهول ان يصبح مشهورا حتى ولو لم يكن مايلقيه شعرؤا ولا نثرا، هذا 98هو القاعدة التى يلتقطها المحترفون ليقوموا بالتسويق، هناك جروبات سوشيالية او لنقل بعض رالجروبات تشترى متابعين وتصبح جروبات مليونية تحوا بعض الكتب الولاحاجة الى تريند، بينما تبقى الكتب الجادة او حتى الطبيعية المتعوب عليها فى نطاقات النسيان. وضربنا مثلا بسما المصرى التى تحولت الى تريند فى معرض الكتاب مع انها لا مؤلفة ولا قارئة، ومن حقها ان تذهب للمعرض او للمهرجان، لكنها تسيطر على التريند وتصبح أشهر من الكتب. وقد راجت فى بعض الاحيان فكرة ان " التريند" على حق، بما يعنى ان أى كلام يطرحه شخص مشهور او نجح فى احتلال التريند هو كلام مهم، بل أصبح الاكثر تداولا هو الاكثر اثارة، برنامج طويل عريض وحوارات ساخنة، يشتهر فقط " لفظ" خارج او حركة بذيئة بالفم، او صوت غريب. وفى السياسة مثلما فى الفكر والفن، لم يعد الاشهر هو الاكثر عملا، وانما الاقدر على توظيف الترند، بصورة غريبة، او خبر عن طلاق او زواج، ورأينا بعض المطربين الكبار يلجأون الى ارتداء ملابس غريبة ولافتة حتى يمكنهم ان يجدوا مكانا. وحتى الممثلين من غير ذوى الاصوات، دخلوا الى عالم الغناء من خلال ملابس وكليبات غريبة، قميص شيفون سيارات فارهة او حتى كارو. المهم ان يصنع ما يمكنه شد الانتباه. وحتى الحوارات السياسية والفكرية، يتحول الأمر الى تريند وينقسم المؤيدون والمخالفون الى مشجعين فى ملعب كرة قدم، وقد انتقل فيروس الانحياز من الكرة الى السياسة والفكر، وحتى تجديد الخطاب الديني، او السياسي، المواقف مسبقة وجاهزة ولا علاقة لها بالأفكار لكن بالأشخاص. ويبق وسجلت ذلك فيما اسميته " الأكثر تهجيصا والأكثر تأثيرا"، فالنميمة تشد اكثر من الكلام العادي، والشائعة مغرية اكثر من الخبر، والاستسهال لدى متابعين لا يفكرون يمنح الشائعات والاخبار المغسولة بريقا، وبالطبع هناك تعمد فى صياغة بعض الشائعات لتكون مثل الحقيقة، وقليلون هم من يطبقون القواعد العادية فى تلقى ونقل الاخبار. يكفى ان نتابع عشرات وربما مئات الاخبار التى تم اطلاقها حول ما سمى صفقة القرن، وكانت تستهدف مصر وتزعم ان سيناء واراض مصرية ضمن الصفقة، بل وتم تحويل الانفاق والمشروعات الكبرى فى قنوات تركيا وقطر الى مشروعات لخدمة الصفقة الفكاهية، ثم بعد اعلان الأمر صمت كل هؤلاء الذين يزعمون انهم محللين او سياسيين، وحتى بعض من يدعون انهم باحثين وعلماء يتحولون تحت ضغط التريند واغراء الكاميرات الى مجرد ارجوزات، لدرجة ان قنوات قطر وتركيا استدعت باحث مثل عصام حجى ليفتى ويتحدث فى قضية المياه وسد النهضة وهى قضية لاتتعلق بتخصصه، وسبق له واعلن عن اعصار سيضرب مصر فى اكتوبر الماضي، واتضح انه غير صحيح وخارج نطاق العلم والعقل والمنطق، ولم يعتذر بل كان هناك من اعاد "تشيير" كلامه، بل كرر ترديد الكلام فى أى موضوع ومن دون متابعة مستندا الى كونه باحث فى فرع ما لا نعرفه، وهذا لا يعطيه الحق فى ترديد كلام واخبار ومنحها صفقة العلمية وهى مجرد دردشات سوشيالية من اجل التريند . نموذج عصام متكرر لدى " عبيد التريند"،هناك حالة من الفتى والانحياز فى أى موضوع، ومن دون متابعة او علم. وطبيبا يتحدث فى المياه، وخبيرا ربما يكون على الجمهور الذى ردد أو صدق هذا الهراء أن يعيد النظر فى نوعية هؤلاء المدعين وامثالهم، وهذه مجرد امثلة على ان " التريند ليس دائما على حق" او ان الجمهور " عاوز كده" . ثم ان المتفوقين فى التقنية والادوات الحديثة، ربما لا يمتلكون محتوى يسمح لهم بالفتوى او لادعاء بالفهم. وهذه النماذج بالطبع ساهمت فى رفع الوعى، بعد ان تكشف لدى قطاعات كثيرة ان " التريند" ليس دائما على حق، وان كثرة وقوع كبار صناع الضجيج فى الأخطاء، والكذب حرق الكثير من الوجوه التى فقدت احترامها وتلاشت، وهو امر يمثل ميزة، وسط الكثير من الميزات، لان عالم التواصل الاجتماعى واقع، لايمكن الغاؤه ولا منعه، ومطلوب فهمه .



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;