جرس إنذار.. مواجهة كورونا لا تحتمل الاجتهادات الفردية العبثية

رغم أن مصر لا تزال أعداد الإصابات والوفيات بها منخفضة، مقارنة بدول شرق المتوسط وكذلك أوروبا، إلا أن هناك تزايدا ملحوظا فى معدلات الإصابات اليومى، حيث أعلنت الوزارة، أمس السبت، أن معدل إصابات اليومى بفيروس كورونا زاد بنسبة 6.2 % بإجمالي 188 حالة، بينما بلغت نسبة الوفيات 7.3 % بزيادة يومية بلغت 8.4 % بعدما سجلت الوزارة 19 حالة جديدة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 224 حالة. وبعد أرقام وزارة الصحة، فعلينا أن نفهم جيدا، أن الموضوع جد خطير، وأن العالم الآن يواجه تهديدا لم يسبق له مثيل، بعد تفشى جائحة فيروس كوفيد-19، حيث عمّت المعاناة، وتعطّل مجرى حياة الملايين، فحتى البلدان الغنية ذات النظم الصحية القوية نراها ترزح تحت وطأة الضغط جراء هذا الوباء العالمى. فقوتنا الآن تُقاس بمدى التزامنا بالتباعد الاجتماعى وتطبيق الإجراءات الاحترازية، وإن لم نفعل ذلك، فنخشى أن يصبح للفيروس موطئ قدم راسخ في بلدنا، ولهذا فإن هذه هي اللحظة المناسبة لتعزيز جهودنا لحماية الفئات الضعيفة من أهالينا، خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وذوى الإعاقة لأنهم الأكثر العرضة للإصابة، ويواجهون مخاطر خاصة أكثر من غيرهم، ويحتاجون إلى بذل قصارى الجهد لإنقاذ أرواحهم وحماية مستقبلهم. وعلينا أن نتخذ النداءات الراهنة الموجهة من منظمة الصحة العالمية، والحكومة، على محمل الجد، وأن لا نضيع مجهودات الدولة المصرية عبثا، وخاصة أنها قامت ببذل أقصى جهد لتوفير السلع الأساسية وتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي وتلبية احتياجات المواطنين بالكميات والأسعار المناسبة مع إتاحة السلع في مختلف محافظات الجمهورية من خلال جهود ضبط الأسواق وتشديد الرقابة على منافذ البيع ومكافحة الممارسات الاحتكارية، فضلا عن تعزيز دور أجهزة حماية المستهلك لضمان توافر مختلف السلع للمواطنين خاصه مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم. إضافة إلى الإشادات التى أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، والتى أكدت أن مصر لديها نظام ترصد قوي تعامل مع فيروس كورونا في البلاد باحترافية، فضلا عن إجراءات الكشف المبكر وفحص المخالطين والعزل، فنتمنى أن لا يكون هذا كله هباء منثورا. وأخيرا .. المسؤولية الاجتماعية تجعل الحكومات والمؤسسات الأهلية والأفراد كل فى قارب واحد يعملون كفريق متناغم للمصلحة العامة، فمن دون تحمّل الأفراد لمسؤولياتهم وعنايتهم بأنفسهم وعوائلهم، واتباع تام لتوجيهات المنظمات العالمية والإجراءات الحكومية، فلا شىء سينجح، لأنه ببساطة شديدة مواجهة هذا الفيروس لا تحتمل الاجتهادات الفردية العبثية، ولا يوجد حلٌ أفضل من اتخاذ الحيطة والحذر، مع اتباع التعليمات الرسمية قدر الإمكان، والحرص الشديد على عدم مخالطة الآخرين إلا للضرورة، لضمان النتائج الأفضل، فالالتزام بتلك الإجراءات هي الفارق بين الحياة والموت لا للفرد فحسب، بل للمجتمع بأسره، فلا تستطيع الدول، مهما كانت قويةً وغنيةً، القضاء على فيروس "كورونا" دون تعاون الأفراد الكامل، فالمسؤولية على الجميع.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;