صناعة النجوم المزيفة

وإذا كنا نتحدث عن تحولات أدوات الإعلام والتسويق، ومواقع التواصلفى فرض وجهات نظر، وكون المواطن العالمى يخضع طوال الوقت لمجموعات من الصور والفيديوهات والتقارير تشكل تصوراته ومواقفه.. وحتى الاستقطاب والتعصب الذى نراه وتبادل الاتهامات والشتائم فيما يتعلق بقضايانا السياسية، وغياب القدرة على الحوارهى نتاج لتغيرات فى أشكال وأنواع السلطة، وارتفاع درجات التأثير بشكل يتجاوز بمراحل ما كان متاحا خلال عقود سابقة. بل يمكن لمن يستطيع امتلاك أدوات التأثير أن يفرض تصوراته ويمهد لحرب هنا أو سلام هناك فقط بتوظيف الصور. لقد رأينا كيف تم غزو العراق بالصور، وإشعال الحرب فى سوريا باستخدام الصورة والفيديوهات، التى صنعت حالة تعاطف افتراضية أكثر منها حقيقية. ويشير المعلق كيف تم تلميع بعض فصائل المقاتلين فى أوروبا خلال « بال شييف » حالة الحشد لإرسال مقاتلين، وكان هذا بمناسبة اكتشاف عودة شباب أوروبا من سوريا لبلادهم حيث مثلوا تهديدا إرهابيا. حيث كانت الصحف والفضائيات تنشر قصصا وبطولات لشباب الجهاد فى سوريا مع الجيش الحر، لكن نفس هؤلاء الشباب تحولوا بنفس صورهم إلى إرهابيين نحن صنعنا » بعد تفجيرات فرنسا وبروكسل.

ولسان حال المعلقين .« أسطورتهم الأمر يخضع لنظريات التسويق لدرجة تشكيل مواقف خادعة وأحيانا تعاطف مزيف. على سبيل المثال فإن دونالد ترامب المرشح الجمهورى صناعة النجوم المزيفة المتطرف يحظى بتأييد ويصعد فى استطلاعات الرأى الأمريكية بينما ترى النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية أنه خطر على الديمقراطية الأمريكية. لدرجة أن العالمين إريك ماسكين وأمرتيا سين، الأستاذين بهارفارد والحاصلين على نوبل فى الاقتصاد، كتبا مقالا فى نيويورك تايمز اعتبرا فيه تقدم دونالد ترامب فى استطلاعات الرأى أمرا مزعجا.

ترامب فاز فى 23 ولاية فى الانتخابات التمهيدية، ويبدو الفائز فى ظل تفتت الأصوات الباقية بين منافسيه تيد كروز وجون كاسيك. ووصل الأمر إلى احتجاجات عنيفة خلال حشد انتخابى لدونالد ترامب بولاية كاليفورنيا، قبل يومين، وهى احتجاجات وصلت إلى إلقاء الحجارة على مؤيدى ترامب وتحطيم السيارات والاعتداء على الشرطة التى اضطرت لاعتقال عدد منهم. ترى النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية أن ترامب لا يحظى بشعبية وأنه فقط قادر على توظيف أدوات التأثير فى الرأى العام على مواقع التواصل وفى القنوات الفضائية، بصفته مليارديرا يوظف المال والإعلام..

بل أن بعض المحللين يبدون خوفا من فوزه ويطالبون بتعديل النظام الانتخابى بما يمنع فوز المتطرفين. ويشكون من قدرة الإعلام على صناعة الصور والنجوم. كل هذا يعيدنا إلى النقطة المهمة التى تتعلق بأسرار تشكيل الرأى العام تجاه القضايا، بل وتغيير وجهات النظر، طبقا لضرورات السياسة والاقتصاد فى العالم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;