العصار

1 - تربطنى علاقة إنسانية خاصة مع الفريق العصار. علاقة بدأت مع ثورة يناير 2011 حين كان يتابع ما يكتب فى الصحف والجرائد ويبحث عن أصوات وعقول تعلى صالح الوطن على صالح أى فئة أو جماعة، تضع مصر فوق الثورة، والمصريين فوق الثائرين. 2 - تأكدت علاقتى به بعد أن أصبحت مستشارا للمجلس العسكرى ولمجلس الوزراء، وجدته إنسانا من طراز رفيع وراقٍ ونادر. 3 - كانت اجتماعاتنا شبه أسبوعية، وكانت كثيرا ما تبدأ بسؤاله عن أهم ما لفت نظرى فى أحوال البلد، ثم تعرج على أسئلة عنده يبحث لها عن إجابة عند بعض من يظن فيهم خيرا. 4 - علق ذات مرة على مقال لى رفضت فيه خروج بعض شباب ضباط القوات المسلحة على قياداتهم فى مقال لى بعنوان: آخر عمود فى البيت فى 8 إبريل 2011. وكان قصدى أن القوات المسلحة فى إبريل 2011 كانت هى العمود الذى يحمل سقف الدولة ولو دمرناه فسيقع السقف علينا جميعا، وقلت إن هناك مؤسسات لا يمكن إصلاحها من خارجها وإلا هدمتها مثل القوات المسلحة والقضاء والأزهر والكنيسة. إن أردت إصلاحا، فلا بد أن يكون من داخلها وبيد أبنائها. 5 - أسعده المقال، فقلت له هذا مقال «علمي» مبنى على خبرات كل الدول التى انقسمت فيها الجيوش وتحولت إلى ميليشيات، فكان رده: «هذا مقال وطنى وهذا هو الأهم» وأزعم أن هذه كانت اللحظة الأهم فى علاقته معى. 6 - اللواء العصار كان دائما ما يمنعنى وغيرى أن نقول أكثر مما ينبغي، ولا يشغل باله بالأحاديث السيارة أو البطولات الزائفة. 7 - ولكن أحب أن أقول إن الخطاب الذى قاله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 3 يوليو 2013 هو نتاج اجتماع ترأسه اللواء العصار آنذاك وطلب منى فى 1 يوليو أن أقترح عددا من الأسماء المتنوعة الذين لهم خلفيات مختلفة بشرط إعلاء مصلحة الوطن كى نضع خارطة مستقبل لا تقصى أحدا. واجتمعنا بالفعل وكتبت أنا على جهاز الكمبيوتر الخاص بى ما اتفق عليه المجتمعون وما سمعتموه من الرئيس السيسى حين كان وزيرا للدفاع فى يوم 3 يوليو 2013 كان نتاجا لهذا الاجتماع، مع فارق واحد وهو أن الكتاتنى رفض حضور الاجتماع، ومن هنا كان لا بد من إدخال تغييرات طالما أن الإخوان رفضوا أن يكونوا جزءا من إدارة المرحلة الانتقالية بعد ثورة 30 يونيو. 8 - وكان الحضور فى الاجتماع الذى ترأسه الفريق العصار هم المرحوم الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المهندس إبراهيم المعلم، المرحوم المستشار حاتم بجاتو، الدكتور عمرو الشوبكي، وكاتب هذه السطور بطبيعة الحال. تفاصيل الاجتماع الأخرى ليست قابلة للنشر الآن. لكن الرجل كعادته كان حكيما جدا فى التعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، وطنيا جدا فى حرصه على عدم إراقة دماء المصريين، يريد أن يحفظ لرئيس الجمهورية آنذاك مكانته واحترام الناس له طالما تصرف هو الآخر بوطنية وحرص على دماء الشعب. 9 - الفريق العصار هو واحد من «فرامل» صنع القرار السياسى فى مصر لأنه هادئ حكيم حريص يكره الاندفاع أو المكاسب الزائفة أو الشعارات الرنانة أو المبالغات غير المنطقية. 10 - فقدت صديقا رائعا، إن العين تدمع بحق، هتوحشنا يا أخى الأكبر. 11 - احتسبناه عند الله خالقنا، وكل حى إلى الرحمن مرجعه. هذا ما أمكن إيراده وتيسر إعداده وقدر الله لى قوله.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;