معضلة الدوائر الفردية فى انتخابات مجلس الشيوخ

بعد قراءة سريعة لقانون مجلس الشيوخ، الذى صدر منذ عدة أيام، خاصة ما يتعلق بالدوائر الانتخابية الفردية، وعدد المقاعد المخصصة لكل محافظة، وقد توقفت عند محافظة القاهرة "العاصمة"، التى تمثل الدائرة الانتخابية الأولى فى الجمهورية، وبها 10 مقاعد فردية، يتنافس المرشحون عليها فى كل أحياء ومراكز ومدن القاهرة، وليس منطقة بعينها كما كان الحال فى السابق، كأن يكون هناك مرشحا لمنطقة الجمالية أو مدينة نصر أو الأميرية وهكذا، ويختاره الناخبون من أبناء تلك الدوائر. المشكلة الكبيرة فى داوئر الشيوخ الفردية المتسعة لا تتعلق فقط بصعوبة الدعاية الانتخابية والتحرك فى نطاق ملايين الناخبين، فالأمر له جانب آخر أظن لم يتم التنبه إليه ودارسته جيدا، وهو الصعوبة الإجرائية التى تصل إلى حد "الاستحالة" فى إجراء العملية الانتخابية، فلو افترضنا أن القاهرة التى تشمل دائرة واحدة، تضم 10 مقاعد فردية، تقدم للترشح بها ألف شخص، وهذا رقما ليس مستبعدا في محافظة يصل عدد سكانها إلى 10 ملايين مواطن، فكيف ستكون الرموز الانتخابية لكل هؤلاء، وكيف نتمكن من وضع أسمائهم فى أوراق الاقتراع، إلا إذا كانت عبر مجلدات وكشوف تشمل مئات الأسماء، التى غالبا ستصيب الناخب بحالة من "التوهان"، ليبحث عن 10 مرشحين قد يعرف بعضهم ويجهل أغلبهم، وسط مئات الأسماء، وكأنه يبحث عن "إبرة وسط كومة من القش". السؤال العاجل الذى أبحث عن إجابته مع رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات وكل من فى هذه الهيئة الموقرة، ومن أخرجوا لنا قانون مجلس الشيوخ، هل تم الاستعداد إجرائيا للدوائر الفردية والأعداد الكبيرة التى ستكون فى هذه الداوئر وملايين الأوراق التى ستتم طباعتها، ومئات الرموز الانتخابية التى ستشمل كل أنواع الفاكهة والطيور والحيوانات، وستجد رموزا لها العجب من عينة " الدبور" و " الحلة " و"الكمامة" و"ابريق الشاي" و"الشباك" و"البلكونة" و"الشاحن"، حتى يمكن تجميع 1000 رمز انتخابى على الأقل، وهذا معجزة بكل المقاييس ستكون لها تبعات عظيمة خلال عمليات الفرز والمراجعة، وستكون أصعب عملية فرز فى التاريخ. السؤال الثانى للهيئة الوطنية للانتخابات، حول كيفية ترتيب الأسماء فى الدوائر الفردية، مع هذا الاتساع الشديد لها، هل سيكون بأسبقية التقدم للأوراق وسرعة إنهاء الإجراءات ؟، أن هناك معايير أخرى، كأن يتم ترتيب أسماء المرشحين بصورة أبجدية، فالأمر سيترتب عليه نتائج كبيرة، فى ظل وجود نسبة أمية تتجاوز 26%، بمعنى أن من بين كل مليون ناخب هناك 260 ألف لا يجيدون القراءة والكتابة، وبالطبع ستكون اختياراتهم لأول 10 أسماء، فى دائرة مثل القاهرة، لذلك سيكون للترتيب فى أول الكشف أهمية كبيرة، لذلك يجب أن تكون معايير الترتيب واضحة وصريحة ولها إجابات واضحة.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;