الإعلام الإسرائيلي في ذكرى "الهزيمة" !

ستظل ذكرى هزيمة إسرائيل في حرب "يوم كببور" – التسمية العبرية لحرب السادس من أكتوبر - نار تكوي قلوب الإسرائيليين كل عام، يتذكرون فيها مرارة الهزيمة والانكسار، هذه الهزيمة التي اعترف بها قادة الجيش الإسرائيلي عشرات المرات بوسائل إعلامهم عندما كشفوا عن سجلاتهم العسكرية وتفاصيل لجنة "إجرانت" التي شكلوها عقب الحرب لتقصي حقائق أسباب تلك الهزيمة المخزية. إذا في إسرائيل معترفون ومقرون بالهزيمة على المستويين السياسي والعسكري، وظلوا سنوات يحاسبون أنفسهم عليها، وكيف حدثت تلك الفاجعة لجيشهم الذي ظنوا يوما أنه جيشاَ لا يقهر!. ولكن الغريب هذا العام تحديدا، خروج عدد من صفحاتهم التي أنشأوها منذ سنوات بـ"اللغة العربية" على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بأن حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ كانت هزيمة بالنسبة لهم ثم تحولت لانتصار، في تزييف واضح للحقائق والتاريخ الذي هم أنفسهم لا يستطيعوا أن ينكروه بين أنفسهم. لقد خرج علينا رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، على صفحاته الرسمية بالفيس بوك وتويتر في ذكرى انتصارات مصر عليهم، مدعيا أن حرب "يوم الغفران" كانت انتصارا لهم، قائلا الآتي: "تم خلال الحرب زجنا إلى اختبار وطني على جبهتين. الظروف الأولية كانت صعبة. لقد اقتحم أعداءنا أراضي سيناء وهضبة الجولان والنيران أمطرت على مواقعنا. ورغم هذا الموقف الضعيف في بداية الحرب، قلبنا الموازين رأسا على عقب. لقد نجحنا في الامتحان بفضل النسق المقاتل. أبدى جنودنا وقادتنا العظماء شجاعة كبيرة. وفي البداية إنهم صدوا المهاجمين ثم انتقلوا إلى مرحلة الاختراق حتى أن حققوا النصر". أكاذيب "نتنياهو" جملة وتفصيلا روجتها الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية والموجهة بالأساس للجمهور السوشيال ميديا العربي كصفحة "إسرائيل بالعربية" وصفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال " أفيخاي آدرعي" مستغلين الأعداد الكبيرة من المتابعين العرب لهذه الصفحات لقلب الموازيين وترسيخ أكاذيب الهدف منها تغيير واقع مرير عاشوا فيه سنوات طويلة. الآلة الإعلامية الإسرائيلية الناشطة على السوشيال ميديا والتي يقف خلفها جيوش الإلكترونية استخباراتية لديها هدف واضح وهو ترسيخ صورة إسرائيل في المنطقة العربية كدولة طبيعية صديقة للجميع ولديها قوة جبارة تجبر الجميع على احترامها والخوف منها أو تكوين صداقة معها إما على المستوي السياسي أو الشعبي . إذا علينا نحن كوسائل إعلام أن نظل نعلم أبناء هذه الأمة من هذا الجيل الصاعد بأننا انتصرنا على إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 وأننا فرضنا عليهم السلام من منطلق القوة والانتصار لاسترداد كافة أراضينا، فلولا هذه القوة ما جلس رئيس وزرائهم الأسبق "مناحيم بيجين" وحكومته في "كامب ديفيد" لتوقيع السلام مع بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وانسحاب باقي قواته من كافة الأراضي المصرية بشبه جزيرة سيناء الغالية يجب أن نظل نعلم هذا الجيل الناشئ أن أجدادهم ضحوا بأرواحهم ودمائهم لاسترداد الأرض والكرامة من هذا إسرائيل التي كانت ولا تزال "عدو".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;