محصل الكهرباء، مكلف بخدمة عامة، وله دور مهم فى تحصيل أموال الدولة، لذلك يجب أن يكون التعامل معه فى إطار من الأدب والذوق، وألا تخرج عليه من باب شقتك متجهما، وتصرخ بصوتك الأجش:" ايه ده.. الفاتورة دى غلط، أو الاستهلاك ده مش بتاعى، أو مش معايا فلوس، أو سيب الكعب وهدفع فى الشركة.. وهكذا عبارات وكلمات نقولها جميعا بمجرد رؤية المحصل، الذى فى النهاية يؤدى دوره ويقوم بعمله على النحو الصحيح.
لا تتصور أن محصل الكهرباء موظف يعمل تحت قيادتك فى الشركة أو المصنع، أو تعتقد أنك تقدم له معروفا أو جميلا عندما تدفع فاتورة استهلاكك، وكأنه سيضعها في جيبه الخاص، أو تعتقد أن هذا الرجل تم توظيفه فى شركة الكهرباء ليتحمل سخافات البشر، ويستمع إلى انتقاداتهم المستمرة لمستوى الخدمة.
لا تهدد محصل الكهرباء بالشكوى للمدير أو المسئول الأعلى، ولا تتهمه بالمغالطة أو التلاعب، ولا تقول له " أنت مش عارف أنا مين"، فهذا المحصل قد يكون مسئولا عن منطقة يقطن فيها 100 ألف شخص على سبيل المثال، ويوميا يصعد عشرات العمارات، بعضها به " أسانسير" وأغلبها بدون، فقد يصعد للدور السابع أو التاسع أو حتى الـ 15، وقد تجاوز عمره الخمسين عاما، وهذا أمر يتكرر بصورة يومية، دون أن يشعر به أحد أو يأخذ بيده أحد، ولو حتى بعبارة " شد حيلك" أو " لله يعينك".
الذوق يجب أن يكون الحاكم فى علاقتك مع محصل الكهرباء وأى محصل آخر " الماء – الغاز .. إلخ"، وعلينا أن نُغلب إنسانيتنا على أى تصرف أهوج أو تحرك غير مقبول تجاه هذه الفئة التى تؤدى دورها، وإن كانت هناك ملحوظات أو سلبيات، فعليك أن تتذكر كل ما سبق وتضع نفسك مكان هذا الموظف، وفى هذه اللحظة ستتغير قطعا نظرتك له وطبيعة التعامل معه.
أحيانا قد تصدر من بعض المحصلين تصرفات سلبية أو سلوكيات لنا فيها ملاحظات، لكن هذه ليست السمة الغالبة، فقد اكتسبت هذه الفئة قدرة كبيرة على التعامل مع الجمهور، ولديهم خبرات وعلاقات طيبة جدا مع العديد من السكان، لذلك في ختام هذه الكلمات، أتمنى أن نتعامل مع محصل الكهرباء أو أى محصل آخر بطريقة لائقة وبأسلوب مهذب يعبر عن الخدمة التي يقدمها لك هذا الرجل.