المتحف الكبير.. هنا اختفت الأحاديث الجانبية وبدأ العمل

هنا اختفت الأحاديث الجانبية، فالكل منهمك فيما يقوم به، فالتركيز هو شعارهم، لا أحد ينظر جانبه، فالعين ثاقبة على كنوز تحتضنها الأيدى، لتكتشف ما هو جديد فى حضارة مصرية قديمة عمرها أكثر من 7000 عام، هنا مركز ترميم المتحف المصرى الكبير، المتحف الذى ينتظره العالم أجمع، والذى يعرض به أكثر من 50 ألف قطعة أثرية وقت افتتاحه، من بينها عرض المجموعة الكاملة للملك الذهبى "توت عنخ آمون"، حيث سيكون الزوار على موعد مع محتويات أشهر مقبرة فى العالم تعرض لأول مرة بشكل كامل على مساحة 7000م2. وقد حظيت خلال الأسبوع الماضى بزيارة المتحف المصرى الكبير بمنطقة الهرم، وتلك لم تكن الزيارة الوحيدة، بل سبقها العديد من الزيارات، ولكن في كل مرة أرى ما هو جديد، فلم يتعود نظرى على مشهد واحد فقط، بل تتعدد المشاهد وتختلف حسب طبيعة العمل، فدائمًا أرى قطعًا جديدة داخل مراكز الترميم، وقد حلت محل قطع سبقتها إلى المخازن بعد ترميمها، كما أجد همة وحماسًا داخل أروقة المعامل التي يبلغ عددها 19 معملًا، فنجد من يقوم بدراسة القطع أو تصويرها أو تسجيلها وتوثيقها، أو من يحمل في يده أدواته الخاصة بالترميم منشغلًا تمامًا على إعادتها كما كانت في مصر القديمة، فالكل يعرف دوره وما عليه من مسئولية، والجميع يعرف قيمة كل دقيقة، مع الحرص الشديد على تطبيق الجدول الزمني المحدد للانتهاء من ترميم كل قطعة. ما رأيته خلال زيارتى إنجاز كبير فى ترميم عدد كبير من القطع الأثرية التى تنتمى إلى عصور مختلفة، فقد تم الانتهاء من جزء كبير للغاية من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، وبدأت اللجنة الخاصة بتنفيذ سيناريو العرض المتحفى للملك الذهبى منذ شهر عملها، وتم وضع المقتنيات فى أكثر من 57 فترينة من إجمالى 106 فترينات، فى وقت قياسى وتحديًا للزمن. فما نشاهده فى المتحف المصرى الكبير يعد أحد النماذج التى توجد فى مصر لتضرب المثل على مدى الجدية ومهارة العاملين وكفاءة العمل الذى يسير بشكل منتظم وبأحدث الطرق العلمية الحديثة، من خلال مجموعة كبيرة من الأثريين والمرممين، تحت قيادة واعية بمدى أهمية المتحف وطبيعته، والذى سينبهر به العالم لحظة افتتاحه، ليؤكد أن المصريين قادرون على حماية حضارتنا المصرية القديمة عبر العصور.. تحيا مصر.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;