السيسي.. زعيم المحبة والسلام

في زيارة مفاجأة كعادته لقلوب المصريين، دخل الرئيس عبد الفتاح السيسي بيت المحبة (كاتدرائية العباسية) لتمتلئ القلوب بترنيمة السلام اللانهائي أثناء قداس عيد الميلاد المجيد، في هذه اللحظات تشبع فؤاد الشعب، المسلمين قبل المسيحيين، ببهجة العيد، لتبعث مصر برسالة المحبة إلى العالم الذي يقرع طبول الحرب الطائفية و المذهبية في الشرق الأوسط، ولأن مصر دولة ليست عابرة للتاريخ بل هي التاريخ ذاته وما يتضمنه من قيم الحضارة الانسانية، تحطمت على صخرتها دعوات الفتنة التي يدعو إليها أعدائنا في الداخل لتحقيق مخططات الخارج.

تهنئة الرئيس للمسيحين، هل حملت في طياتها رسائل سياسية، أم خالصة لوجه الوطن، في كلا الحالتان، الهدف واحد لأن المقصد نبيل، السيسي مسؤل عن الجميع، والمشاركة واجب لم يفعله غيره من ذي قبل، لذا كان الإستقبال حار، ووسط هتافات وتصفيق الحضور، تحدث الرئيس عن عبادتنا جميعا للإله الواحد بصور متنوعة، وإعتذر السيسي، إعتذار لم تسمعه أذان الحاضرين، بل سمعته القلوب، ليؤكد من جديد أنه رئيس إستثنائي بل انه زعيم المحبة والسلام.

وخلال كلمته أوضح الرئيس أنه طالب أحد المفكرين الاسبوع الماضي بضرورة تجديد الخطاب الديني، السيسي يطالب بذلك منذ فترة من منطلق مسؤليته الإنسانية قبل الوطنية، لأن الإسلام دين الرحمة والسلام، وهو ما يؤكده القرآن الكريم، حيث جاء به كل من كلمة الرحمة 286 مرة والسلام 50 مرة، وما كان رسولنا الكريم إلا رحمة للعالمين، نعم هذا هو الإسلام الحق وهذه غاية رسالته.

في المقابل تجد الله محبة، هذا ما تحمله رسالة السيد المسيح عليه السلام، روح المحبة، وذلك هو مفتاح المسيحية، وبين المولد والميلاد مسافة صلاة، رسولا محبة وكارم الأخلاق، ووسط هذا وذاك لا ينقصنا سوى الفكر المستنير لنصل إلى روح المعاني الكريمة والمقدسة، وهو ما يريده الرئيس وتضمنته كلمته في الكاتدرائية، حفاظا على دين الله وخليفته في الأرض لكي تستقيم الحياة بمفهومها الصحيح وحفاظا على بلادنا من شرور الفتن.
الرحمة هي روح المحبة التي تحافظ وتؤمٌن السلام، وهذه القاعدة ستجدها في كل بلدان العالم المتحضر، العالم الذي يؤمن بقيمة الإنسان، ومن هذا المنطلق يسعى السيسي جاهدا الى إرساء هذه القيمة بين أبناء الوطن الواحد من خلال الفكر المستنير والقضاء رسل الشيطان من أصحاب العقول الظلامية.

قبل أن تتقدم الأوطان لا بد من إنتصار الإنسان على الأفكار المناهضة لسلامه الشخصي والوطني، وهو ما تسعى مصر الرسمية منذ ما يقرب من عامين على الوصل إليه حتى نستطيع بناء الدولة الحديثة والوصول إلى المستقبل المشرق من خلال وطن تصان فيه الحقوق والحريات والعقائد، وطن يؤمن الجميع بأن عليه واجبات تجاه الدولة والمجتمع، وهذا ما جائت من أجله الأديان السماوية.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;