السـيـسـي مَـرّ من هُنــا (1)

ثورة يونيو وبداية تصحيح المسار حققت ثورة 30 يونيو المجيدة الحل الذي بحث عنه كثيرون حول السلطة في مصر منذ 30 عاماً أو يزيد؛ بل وتخطى نجاحها في إيجاد حل للمعادلة الصفرية -التي خُطط لها منذ ستينات القرن الماضي- إلى رسم سياسات الإقليم بل والشرق الأوسط الذي نجى بفضل مصر من شَرَك نُصب له. السيسي مَر من هُنا كأنه المنقذ الذي تنتظره الجماهير منذ عشرات السنين؛ حاملاً روحه على كفه إبان حكم الجماعة الإرهابية مُتحدياً كافة تحليلات القوى السياسية ورموز السياسة والإعلام آنذاك بالثقة والقدرة اللتان منحهما الله إياه بعزيمة المصري الأمين. تسلّم مصر شبه دولة -غير قادرة- مترهلة أصبحت مطمعاً للجميع ونال منها الجميع داخلها وخارجها؛ ولم يكن أمامه فرصة أخرى سوى استعادة المارد المصري لقدرته وسياسته المعهودة منذ آلاف السنين؛ بل وإنني سأقول أنه كان مُهدداً بالفشل طيلة الوقت وبمعطيات الواقع ومقتضى الحال آنذاك. لكن هذا الرجل أراد واستطاع بتوفيق من الله أن يُثبت الدولة المصرية وقرر أن يخوض وشعبه معه معركتان في آن واحد لا بديل لسبيلهما؛ معركتي البقاء والبناء؛ بقاء في وسط إقليم ملتهب ويزداد إشتعالاً كل يوم بمعطيات جديدة؛ وبناء لهيكل جديد وجمهورية جديدة لديها القدرة والثقة في تحقيق ما لا يتوقعه الغير في أقل وقت ممكن. شعبية كاسحة وإلتفاف وطني مَرّ السيسي من هنا واستطاع في 2014م أن ينال ثقة الشعب بإرادة وطنية خرج منها متوجاً بشعبية كاسحة من الفقراء والمحتاجين والمثقفين؛ إختاره الناس ثقة في قدرته وأمانته وفاجئ الجميع بصراحته المعهودة ومكاشفته الغير مسبوقة؛ وكأنه لم يجد سبيلاً إلا أن يقول الحقيقة في وقت أخفاها الكثيرون لعشرات السنين. إلتفت حوله الجماهير فأطلق مشروع قناة السويس الجديدة في ظل ذهول العالم أجمع؛ كيف تستطيع مصر في ظل تلك الظروف التخطيط لمشروع ضخم مثل قناة السويس الجديدة ؟ وهل هناك جدوى لهذا الأمر ؟ وأستطيع أن أجيب على هذان التساؤلان بعقلية المصري البسيط الذي رأى أن بلاده إستطاعت أن تنجز مشروعاً عملاقاً بأموال مصرية وعقول مصرية وأياد مصرية إيذاناً ببدء معركة البناء؛ الأمر الذي جعل الروح المعنوية لدى المواطن المصري في قمة الفخر بإنجاز تاريخي أصيل تحقق على أرض المحروسة وعلى يخت المحروسة وفي الأرض المباركة أمام العالم أجمع. إستراتيجية تثبيت الدولة المصرية مرّ السيسي الذي ظل مُمسكاً بحكم الموقع بكافة المعلومات والوسائل طيلة حياته من هُنا وكأنه مُقدر له أن يُلم بكافة الأحداث والتفاصيل لربما تكوّن لديه البصيرة الكاملة التي تساعده في الوفاء بمقتضيات القدر المحتوم الذي وُكل به؛ وهو أن يستعيد مصر الدولة والحضارة والتاريخ مرة أخرى وأن تُفتح من جديد إيذاناً من الله بعهد جديد من التنمية والتطور. كل هذه المعطيات جعلت خطط الرئيس والدولة تتجه في إستراتيجيتها نحو تثبيت الدولة في المرحلة الأولى؛ وهذا المصطلح قد يكون الأدق والأنجع في ظل ما كادت أن تؤول إليه المعطيات من خلخلة في النظم المركزية وإنهيار للمؤسسات وزعزعة لإستقرار الحياة الأمنية وركود التنمية وسبات دائم للإقتصاد؛ وغيرها من المؤشرات التي جعلت الرئيس يصيغ المرحلة الأولى كمرحلة "تثبيت" للإبقاء على ما الدولة وتعظيم موارد ما تبقى من قيمة مصرية قد تُحدث الفارق مُستقبلاً. بدأ بتقوية الجيش وآثر على نفسه نيابة عن العالم بالدفاع عن الإنسانية في خطته التي تبناها للتخلص من الإرهاب؛ مؤمناً بأن السلام لا يتأتي إلا بالقوة الرادعة؛ وسار في إتجاهين غاية في الخطورة ولكنهما في حقيقة الأمر غاية في الأمانة والشرف؛ وبدأت بشائر نجاحات الإستراتيجية تتأتى مع الأيام ليصبح الجيش المصري في مرتبة متقدمة على العالم وفي مقدمة جيوش الشرق الأوسط جميعها؛ الأمر الذي جعل براثن الإرهاب تنحسر تماماً ولا تجد مفراً إلا الإستسلام نزولاً عن المواجهة؛ وبدأت سلسلة العمليات المتعاقبة التي قادتها قواتنا المسلحة وقوات الشرطة لإنهاء حالة الهلع التي كادت أن تجتاح العالم أجمع. إستراتيجية بناء الإنسان المصري الصالح إلى جانب تثبيت المؤسسات الإستراتيجية ودعم الوزارات والمُضي قُدماً نحو تخطي عنق الزجاجة بعد عامين من تنصيب الرئيس على وجه الخصوص؛ ولم يكن غائباً عن الرئيس أن لديه قدرة هائلة إسمها "الشباب المصري" الذي تخطى تعداده تحت سن الثلاثين حوالي 30 مليون في كل أرجاء المحروسة حضرها وريفها. أطلق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ليتعلم ويتدرب الشباب المصري لأول مرة على دولاب العمل الحكومي ومسيرة التخطيط وإتخاذ القرارات وحجم التحديات التي تمر بها الدولة المصرية؛ واستطاع الرئيس لأول مرة في تاريخ الدولة المصرية كسر الحاجز بينه وبين شباب بلاده بتبنيه فكرة تأسيس مؤتمر شهري للشباب يتحدث معهم ويحاورهم نحو قضايا بلادهم وقضاياهم؛ وأسس لهم صرحاً ضخماً لتعليمهم القيادة السليمة على أسس وطنية ومعايير اكاديمية وتربوية رفيعم المستوى وهي الاكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب. هؤلاء الشباب هم باكورة البناء التي تبناها الرئيس ليحملوا معه هموم الوطن والمواطن؛ الأمر الذي جعل السيسي يمر ليقضي على مشكلة العشوائيات في مصر؛ وحقق إنجازاً لم يكن ليسبقه فيه أحد من ذي قبل؛ وبدء بتحويل العشوائيات لمجمعات سكنية فندقية على أعلى مستوى من الكرامة الإنسانية بل وتخطى الأمر قضية العشوئيات واتجه نحو الإمتدادت الصحراوية للمحافظات واتجه لبناء اكثر من 27 مدينة جديدة؛ قائمة على نظم حديثة لفك حالة التشابك والإزدحام في وسط المدن والمحافظات المختلفة. النائب د. خالد بدوي عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;