"السكوت باب مفتوح"

السكوت في مواجهة أي شىء هو باب مفتوح للعودة وللرد أي وقت وبأي شكل ، وليس السكوت ردا ، الا حيث يتفق على ذلك وحيث أقرت الأعراف المستقرة ذلك . وهذا اعتقادي الشخصي ، من واقغ التجارب الحياتية الشخصية والرسمية . والأفضل - في اعتقادي - المبادرة الى الرد المناسب في أقرب وقت ممكن ، تقديرا لكل الأطراف ولكل الظروف ، وتفاديا لعواقب مستجدات الأمور ، وجلبا للسلام ، وتوفيرا للطاقة ، وحتى يتحرك جميع الأطراف الى الأمام دون تشبث بموضوع معلق أو ربما يكون معلقا لظروف ما . فالأصل في الأمور هو الرد ، والاستثناء هو السكوت - كما في حالات الاتفاق على ذلك وحالات الأعراف المستقرة كما أسلفنا - والتوسع في الاستثناء ليس مرغوبا ، لما قد يحدث من اضطراب . السكوت عن الرد باب مفتوح - بشكل ما أو موارب كما نقول بالعامية - لما قد لا يعلم من ظروف عدم الرد ، كالمرض أو الجهل بالموضوع أو المسألة أو الموقف أو حساسية خاصة بالقرابة من أي نوع أو غياب أو التعرض للقهر والمنع والإرهاب . ولذلك ، تتفهم النظم القانونية هذه الموانع وتعمل على معالجتها بشكل مقبول يحقق العدالة المطلوبة أو يحقق ما يتيسر منها . فحددت القوانين مواعيدا واطرا زمنية للمسائل المختلفة ، لتحسم فيها هذه المسائل بشكل نهائي يبرىء زمة الجميع ويسقط سيف الانتظار عن رقاب الناس . ذلك أن السكوت عن الرد قد يساء استخدامه أيضا في نزاعات كثيرة ، سعيا الى الاضرار بالغير بغير حق . فالنظم القانونية تستلهم الشرائع السماوية وتستلهم الاعراف المستقرة في المجتمعات بحكمتها ونبل مقصدها من اجل صالح البشرية تستلهم التقاليد الاجتماعية السائدة . الرد شجاعة أدبية وقوة نفسية محمودة ومطلوبة من الجميع ، لأنها عون على التواصل الطيب وعلى الاستمرارية وعلى مواجهة الحياة بصعوباتها اللانهائية . فليست الحياة غنوة أو حفلة بلا أحزان ، ولكنها على النقيض من ذلك ، لأن الإنسان خلق في كبد . فالحياة كبد وكفاح مستمران طوال العمر ، والحياة في احتياج الى اتخاذ القرار طوال الوقت ، وفي احتياج الى الاختيار والمغاضلة قي كل شىء تقريبا ، سواء كان شخصيا أو رسميا . وبالتالي لا يعقل أبدا أن يخرج السكوت عن الرد عن حيز الاستثناء الضيق في الغالبية العظمى من الأمور الحياتية جميعا الى حيز العموم . بل ان سرعة الرد من شيم الكرام ومن صلب الاحترام والحرص على المودة ، ومن علامات الحضور والقدرة الشخصية المحببة .



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;