لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه.. الطمع ظلمات

الطمع وحش ساكن فى أرواحنا ينتظر أقل فرصة ليقفز على حقوق الآخرين، لا يفرق بين كثير وقليل، إنه يريد ما فى أيدى الناس، ولو فتح الله عليه خزائن الأرض ستظل عينه مسلطة على شىء تافه يملكه غيره، الطماع لا يشبع أبدا، يرى ما فى يديه قليل مهما كثر، ويخشى الفقر مهما اغتنى. فى سورة "ص" نجد قصة دالة فيما نحن نتحدث عنه، تقول "وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ، إِنَّ هَذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِى نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ، قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ، وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ" ويذهب المفسرون إلى آراء عدة فى هذه القصة القرآنية تتعلق بسيدنا داود ويحكون عن رمزية القصة ومعانيها، ولكن ما يهمنا نحن الآن المعنى المباشر المتعلق بنظرة الأخ الغنى إلى أخيه الفقير. معنى القصة المباشر أن رجلا يملك تسعا وتسعين نعجة، بينما يملك أخوه نعجة واحدة، فلما نظر إليها قال له اعطها لى، حتى أتمم المائة، لقد فكر فى نفسه ولم يفكر فى أخيه أبدًا، شغلته الرغبة فى إكمال المائة ولم يشغله الظلم الذى سيقع على أخيه. هكذا الطمع دائمًا يحيط به ظلم للنفس وظلم للآخرين، أما ظلم النفس، فذلك لكون النفس الطماعة تظل نهمة لكل شيء، لا تستمتع بما تملك، لا تعرف طريق الحمد، بل تسلك سبلا فيها الصواب وفيها الخطأ من أجل الحصول على الزيادة. وأما ظلم الآخرين، فيبدأ من ظلم الأهل، وعادة ما تكون الزوجة والأبناء أول ضحايا الرجل الطماع، وبعد ذلك تتسع الدائرة فلا تترك أحدا فى حاله. وبالطبع هناك فارق كبير بين الطمع والطموح، فالطمع كما ذكرنا رغبة فى زيادة دون هدف، أما الطموح فرغبة فى تحسين ظروفك بالسعى وفى الارتقاء بأحوالك للخير.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;