حياة صلاح عبد الصبور لا موته

ينشغل الناس كثيرًا بموت صلاح عبد الصبور الذى رحل في 14 أغسطس من سنة 1981 أي منذ أربعين سنة بالتمام والكمال، ويعيدون ويزيدون فيما جرى فى هذا الشأن، مع أن الأولى أن ينشغلوا بحياته، وبدوره فى الثقافة المصرية والعربية، وبما قدمه فى الشعر الحديث والمسرح الشعرى، وبما أحدثه من ترجمات وكتبه من مقالات، لأن ذلك هو الأبقى، فصلاح عبد الصبور حالة ثقافية، ولا يقل قيمة عن كل فنانى مصر - قديما وحديثا – هؤلاء الذين حفظ التاريخ أسماءهم فى فنونهم المختلفة والمتنوعة. لم يحصل صلاح عبد الصبور على شهرته بسبب موته، بل حصل عليها بسبب حياته، هذا ما أريد أن أركز عليه، لقد كانت قصائده تملك خصوصية، فلديه لغته وصوره وعالمه الصوفى، وكان ديوانه الأول "الناس فى بلادى" الذى صدر فى سنة 1957 بوابة مهمة فى حياته وحياة كتابة الشعر فى مصر، فقد كرسه بين رواد الشعر الحديث مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وغيرهما وسرعان ما وظف هذا النمط الشعرى الجديد فى المسرح فأعاد الروح وبقوة إلى المسرح الشعرى، ويكفى رائعته "مأساة الحلاج". لقد أصبح صلاح عبد الصبور مدرسة فنية، ويمكن بسهولة أن نجد لها امتدادا قويا حتى الآن، فقد اتسعت ظلاله وتركت أثرها على الكثيرين، وبينما يجلس هو بملامحه الحزينة فى مكتبه يبدع شعره ومسرحه، كان الكتاب الشباب يصارعون أنفسهم مع أحد أمرين، الأول يقلد صلاح عبد الصبور، والثانى يصارع هذا التقليد ويبحث عن تجربته الذاتية، أنه أنه صار معيار الفن بصورة أو بأخرى. يستحق صلاح عبد الصبور أن نشغل أنفسنا بحياته وإبداعه، وأنا واثق أنه "خالد" فى الثقافة العربية، وأنه بعد ألف سنة من اليوم سيقرأ الناس شعره ويطلعون على مسرحه ويعترفون بقيمته.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;