من الخطوات الإنسانية الرائعة للدولة ونحن نبنى الجمهورية الجديدة الاهتمام بالمسنين حيث يجري الآن مناقشة مشروع قانون جديد فى مجلسى الشيوخ والنواب لرعاية هذه الفئة الذين كانوا يوماً ربيع العمر وزرعوا بذور الغد وكانوا يوماً من الأيام الحاضر والمستقبل وأصبحوا اليوم ماضياً، حيث تلاحق عليهم سنوات العمر وتراكمها عاما بعد آخر حتى ملأت وجوههم تجاعيد الزمن فهم الآباء والأجداد الذين يمثلون الأصالة والعراقة وهم بمثابة الذكرى المتبقية من الزمن الجميل.
ويبلغ عدد المسنين في مصر نحو 7 ملايين مسن يحتاج معظمهم إلى رعاية صحية واجتماعية وبيوت رعاية متطورة لرعايتهم ونوادى متخصصة وأنشطة ترفيهية تزيل وتبعد عنهم الشعور بالإحباط واليأس وأنهم أصبحوا خارج الزمن وهناك منهم من يتعرض للتنمر والأذى والإهمال حتى من أقرب الناس إليه وهو الابن أو الابنة سواء بسبب المال أو لأسباب أخرى وتناسى هؤلاء الأبناء أنهم الصورة والآباء هم الأصل وأنه مهما كانت الأسباب والظروف مستحيل أن تتعدى الصورة على الأصل وليتذكروا الآية الكريمة.. وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا.
ولاشك أن مشروع القانون الجديد للمسنين يتضمن بنود تحمى وتراعى وتحافظ على المسنين ومنها على سبيل المثال لا الحصر توفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة وضمان حقوق صحية واقتصادية وثقافية واجتماعية وترفيهية وأن تراعي الدولة فى تخطيطها للمرافق العامة احتياجات المسنين وزيادة إنشاء دور الرعاية الخاصة بكبار السن ونشر آليات الثقافة الإلكترونية فى مراكز المسنين و الإعفاء الجزئى من تذاكر وسائل المواصلات وغيرها وإنشاء صندوق رعاية المسنين ولكن يجب تغليظ العقوبات في هذا القانون لمن يتطاول عليهم او يتنمر ويجرح مشاعرهم ويؤذيهم باي أسلوب وعلينا أن نتذكر جميعا أنهم السابقون ونحن اللاحقون إذا كان في العمر بقية والأيام دول حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ”