ثلاثة أضلاع أساسية في اكتمال العملية الإبداعية في المسرح هي : الكاتب والممثل والمخرج ، وحينما شرع المهرجان القومي للمسرح المصري في عهد الفنان القدير يوسف اسماعيل في الاحتفاء بـ 150 سنة مسرح اختار عنوانا للدورة وهي دورة الآباء التي تم خلالها الاحتفاء بالرواد في المسرح المصري من خلال محور فكري كبير تناقش فيه رواد المسرح الحاليين ، وسردوا ووثقوا للرواد الآوائل من ممثلين ومخرجين وكتاب وغيرهم من المبدعين وربما كان الاحتفاء أكثر بأسماء النجوم مثل يوسف وهبي والريحاني وجورج أبيض وعزيز عيد وغيرهم من نجوم الريادة في المسرح ، ثم جاءت الدورة التي بعدها وهي الدورة الـ 14 عشر من المهرجان القومي لتؤكد علي الريادة من خلال الكتابة فكان عنوانها الكاتب المسرحي المصري .
الدورة المقبلة من المهرجان القومي سيكون العنوان الرئيسي فيها هو المخرج المسرحي المصري لتكتمل بذلك العملية الإبداعية المسرحية برب العمل الأول وهو المخرج المبدع الذي يصنع عالم جديد برؤية ذاتية علي خشبة المسرح من خلال عناصر الكلمة والحركة والاضاءة والديكور وكل ما هو سيظهر أو يسمع علي الخشبة .
ولأن المسرح هو إنتاج الحياة، وفي الوقت نفسه نتاج الحياة؛ توجب على المخرج أن يقدم على خشبة المسرح حياة قائمة بذاتها، حاملاً بعرضه جوهر الإنسان في حركته وصراعه وتشابكه، ولا يكتفي بالصراعات وتوتر الوجود من دون أن يؤثر في ذلك. لذلك، لا يملك المخرج الحق في بدء العمل على مسرحية إلا إذا أحس بحاجة ملحة لأن يقول رأيه الشخصي بالواقع الذي تعكسه المسرحية، باعتبار أن صدق وعمق مضمون رأيه، إضافة إلى الموهبة والحرفية؛ تضمن إخراج عرض مسرحي له قيمته، وهذا لا يتحقق ما لم يتمتع المخرج بأفق فلسفي وفكري واجتماعي وأدبي واسع، وبمعرفة عميقة متعددة الجوانب الحياتية.
في تلك الدورة المقبلة سنحتفل بكل مخرجينا في المسرح المصري من أجيال متعاقبة ومنهم راحلين رواد ومنهم مازالوا يقدمون إبداعا علي خشبات المسرح المصري والجميع يترقب وينتظر الإعلان عن تلك الأسماء .