فيديو العروسة.. اتفاق مبدئى أم جرح للكرامة!

الحب والاحترام هما الرابطان اللذان يحددان العلاقة بين الزوج والزوجة طوال فترة ارتباطهما، ولا يمنع ذلك من وجود اتفاقيات معلنة أو غير معلنة توثق أواصر العلاقة وتصرف كل منهما تجاه الآخر فى مواقف معينة، ومنها مثلا، شروط مادية ومعنوية وجودها يمنع الكثير من المشاكل والأزمات التى قد تقابل الزوجين خلال مشوار حياتهما. مناسبة هذا الكلام هو الفيديو المتداول فى الساعات القليلة الماضية، والذى أثار الكثير من حالات الجدل، ألا وهو فيديو تريند العروسة أو عروس كتب الكتاب، الذى قوبل بالهجوم تارة وبالتأييد تارة، والغريب فى الأمر أن تناوله بمثل هذه الكثافة والضجة الكبيرة على السوشيال ميديا هو أمر عادى كتداول أى شىء غريب أو غير مستصاغ، فالواقع أنه يحق للعروسة شرعاً وقانوناً وعرفاً أن تبدى شروطها قبل الزواج، من حيث كونها أنثى عاقلة بالغة، ولكن الغريب الذى استوقفنى طريقة طرح مثل هذه الشروط وتوقيتها على الملأ وبشكل عام أمام الجميع وبصيغة الأمر. أما من حيث الشروط.. فهى شروط طبيعية، تقولها أى فتاة فى بداية حياتها مع شريكها، وفى الغالب تقال فى فترة التعارف الأولى والخطوبة، للشخص الذى اختارته بمحض إرادتها، ولكن لما التأكيد على ذلك فى حضور الأهل فى مثل هذه المناسبة؟ أهو لمجرد استعراض القوة أم للتأكيد على موافقة العريس على هذه الشروط؟. وأما من حيث المكان.. فأعتقد أنه بمجرد جلوس الفتاة مع المأذون والأهل وإبداء موافقتها يُعد إقرارا بموافقة الطرفين على كافة الطرق والأساليب المتبعة فى حياتهما اللاحقة، الأمر الذى ينطوى على جرح لكبرياء وكرامة العريس وكأنها تشهدهم على ما ستقوله وما تم الاتفاق عليه، وكأنما ذلك عدم ثقة فى العريس. الحياة لا يمكن أن تقام بدون وجود كرامة وثقة بين الطرفين، وهنا نتساءل، أين هى المودة التى تكون بين الطرفين وليس من طرف واحد؟. الفيديو تحول لسجال ما بين الرجال والنساء عبر وسائل التواصل الاجتماعى ما بين مؤيد ومعارض للفكرة من أساسها، وتدخل الشيوخ فى العرض قد ساعد فى إبراز جوانب أخرى وإثارة العديد من التساؤلات، وقد تكون تصريحات العروس الأخيرة فى حد ذاتها وعدم الصمت عما هو دائر بشكل أو بآخر محاولة لتصدر التريند، خاصة بعدما قامت بنشر الفيديو عبر صفحتها الشخصية، والاستزادة فيه وإطالته لأكبر وقت ممكن، وربما يكون خانها التعبير أو لغة جسدها فى تصدير إصبع السبابة الخاص بها طوال الوقت مع اختفاء ابتسامتها، قد أكون أتجنى قليلاً على الفتاة، ولكن الأوضاع الحالية لا تحتاج لمثل تلك المشاحنات التى تأتى فى صورة احتفالات أو شروط لعقد القران، أكثر من التعريف بحقوق كل من الطرفين وتأسيس حياة قائمة على الحب والود والاحترام، فتجاهل هذه النوعية من التريندات واجب ولا ينبغى تقليدها بأى شكل. تلك هى المعضلة الأساسية فى أى علاقة، وينبغى طرحها للمقبلين على الزواج بدلاً من عمل فيديوهات أو صور لتصدر التريند، قد تقوم على التجريح وشرخ العلاقة فى بدايتها، وتبحث أخريات على تقليد لهذه النوعية من الفيديوهات وتصبح قاعات الأفراح مثل المجالس العرفية والمحاكم، فالمودة والاحترام والحب لا تحتاج لمثل تلك الأضواء والضوضاء، فالسُكنة التى تُبنى بالهدوء، وراحة البال تبدأ بالمحبة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;