العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية رائعة، حيث تتصافح فيها الأيادى، وتتألف القلوب وتتفادى الأرواح، وتتزاور الأرحام، لكن ما يجب أن نلتفت إليه، أنه لا يجوز أن يكون العيد يوم حزن أو هم بالبكاء والندب على الراحلين.
وأيضا علينا أن نعلم أن العيد لم يكون موسماً للمباراة فى مظاهر السفه والترف، لكن من المفترض أن تتجلى فى العيد السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة، فيسارع الناس إلى تبادل التهانى بقدوم العيد، ويتصالح المتخاصمون، وتنعقد مجالس الحب والتراحم والمودة، وتزول الأحقاد من النفوس، فتتجدّد العلاقات الإنسانية، وتقوى الروابط الاجتماعية، وتنمو القيم الأخلاقية، وتعلو قيمة التآخى والتعاون والبذل والعطاء، والجود والكرم، والتراحم والتعاطف، لتعم فى النهاية فرحتنا بعيدنا.
نعم الأعياد جعلها الله سبحانه وتعالى للتنفيس عن عباده، لذلك فإن الفرح فيه عبادة لأنه فرصة مهمة وغالية، فمن كان في قطيعة مع أهله فعليه أن يصل الرحم فى الأعياد، حيث تكون فيها القلوب صافية والنفوس سامية والبيوت مُهيأة للفرح والسرور، وقد قال الله تعالى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" وقال أيضا جلً شأنه "وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله".
إذن.. العيد فرصة سانحة للتهادى والتقارب والتآلف.. فعليكم بصلة أرحاكم خاصة أننا نعيش فى زمن تقطعت فيه الأرحام في ظل سيطرة وسائل الحداثة من مواقع التواصل الاجتماعى ومنصات السوشيال ميديا على حياتنا، مما كان له بالغ الأثر على حياة الأهل، حيث غابت القيم الأخلاقية في تعاملنا، وتناسينا عادات وتقاليد تربينا عليها جميعا.
وأخيرا.. علينا أن نوظف العالم الافتراضى ومستحدثاته من وسائل تواصل اجتماعى ومنصات رقمية إلى تعزيز القيم الأخلاقية، وعلى رأسها صلة الرحم، حيث بإمكاننا أن نصل الرحم بالاتصال هاتفيا أو عبر الإنترنت من خلال وسائل تواصل اجتماعى، ونقول لقاطع الرحم جبر الله مصيبتك فقد حَرَمْتَ نفسك خيرًا كثيرًا..