"الملافظ سعد".. هكذا علمتنى أمى

في أيامنا هذا، حيث انتشار وسائل الحداثة وغياب القيم في كثير من حياتنا، انتشرت ظاهرة للأسف وهى التلفظ بألفاظ فجّة لا تراعى لا القيمة ولا الأخلاق ولا التربية السليمة، فليس هناك اختيار للألفاظ والكلمات، وكثير لا ينتبه لخطابه مع الآخرين فتأتى كلماته جافة ثقيلة، رغم أننا في تراثنا وعاداتنا دائما ما نقول "الملافظ سعد"، ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر بقوم أوقدوا ناراً يستضيئون بها ليلاً، فقال لهم: السلام عليكم يا أهل الضوء، فكره أن يقول يا أهل النار، وسأل أبو بكر الصديق رضى الله عنه رجلاً عن شئ، فأجابه نافياً: لا رحمك الله، فقال له أبو بكر هلا قلت: لا ورحمك الله، لو استقمتم لقومت ألسنتكم. وما أجمل ما أتذكره قول أمى – حفظها الله- "دوق الكلمة قبل ما تقولها لو لقيتها مرة أسكت وشوف غيرها"، لذا علينا أن نعى أن التلفظ الحسن ومراعاة الشعور من مكارم الأخلاق ومن التربية السليمة، فكيف أن ندعى الرحمة والرقى وألفاظنا جافة ثقيلة؟.. وكيف نربى أبنائنا على الرقة ونحن نخاطبهم بأبشع الألفاظ بداعى التأديب أو التهذيب؟.. وكيف يسمح الوالدان أن ينطق أبناءهم تلك الألفاظ الجافة دون توقيف وتحذير من الاستمرار بحجة أنهم أطفال والأمر يمر مرور الكرام.. ومن نعم الله علينا والحمد لله أن لغتنا العربية زاخرة بالألفاظ البديلة والمرادفات، فيمكن الوصول إلى ما تريد دون جرح مشاعر أحد، ويمكن اختيار اللفظ المناسب بكل سهولة ويُسر، ولا تنسى أن كلماتك هى دليل أخلاقك وتربيتك وثقافتك. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز "فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ" صدق الله العظيم..



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;