"أسود الأطلسي" يقهرون المستحيل

و بما أننا نلتزم دائماً بالإيمان أنه لا يوجد مستحيل ، فقد أثبت منتخب المغرب الشقيق لكرة القدم صدق ما نؤمن به و أكد لنا أن لعبة التصنيفات التي لابد و حتماً أن تعتمد فرق دول بعينها بالمقدمة و تعتبر أخري بدول أخري من مستلزمات اكتمال الصورة و التي لا يمكن أن يرتفع سقف طموحاتها أكثر مما هو مسموح به ، و بما أن : أسود الأطلسي قد كسروا تلك التابوهات المقدسة و خرجوا عن سياق الآمال المحدودة و تزودوا بالثقة الناتجة عن مستوي مرتفع من اللياقة و المهارة بعد جهد كبير و إصرار عظيم ، ليقف لاعبي منتخب المغرب نداً متكافئاً و ربما متفوقاً علي بطل العالم الذي لم يهزمه منتخب من قبل . أعترف حقاً : أننا كأمة عربية كنا بحاجة ملحة لأي شئ من شأنه أن يجمعنا علي قلب رجل واحد و تحت مظلة هدف واحد ، و هذا ما لم تستطع السياسات و الدبلوماسيات تحقيقه وحققته اللعبة الجماهيرية الأولي بالعالم و أكدت علي وجوده بالأعماق و خروجه بغزاره و تلقائية عندما يستلزم الأمر ، فشاهدنا خلال تلك الدورة المختلفة التي كسرت و خرجت علي كافة التوقعات ، اصطفاف الجماهير العربية عن بكرة أبيها أمام شاشات العرض بكافة الميادين و المقاهي و الأماكن العامة و الخاصة لتشجيع المنتخب العربي الوحيد الذي تحدي الكبار كما يصنفونهم و وقف شامخاً عن جدارة و استحقاق ليهزم أساطير الكرة العالمية و أكبر و أهم منتخباتها ، فوصل إلي المربع الذهبي في سابقة لم تكن حتي بالحسبان ، و مع كل فوز لمنتخب الأسود ،ترتفع حدود الأمنيات و تزداد التطلعات و تتعمق الثقة لدي كل مواطن عربي كاد أن يفقدها إذ وجد نفسه دائماً و أبداً تحت طائلة عدد من الخطوط الحمراء التي حُرم عليه اجتيازها ، ليتحرر من أغلال افتراضية قد وضعها حول عنقه بنفسه قبل أن يضعها الآخرين ، فاستهان بقدراته و حدد سقف طموحاته بكافة المجالات ، فجاءت مفاجأة كأس العالم المدوية لتغرس بالأنفس نوعاً آخر من الثقة المستحقة و تحطم هذا السقف الإفتراضي و تحرر المواطن العربي بشكل عام ليس فقط لاعبي أو مشجعي كرة القدم من الشعور الدائم بفرضية الإنتماء للصفوف الخلفية ، و عدم القدرة علي تصدر الصفوف الأولي التي تم حجز مقاعدها بالكامل لأناس أخري بدول أخري . و لكن: - هل لنا أن نحلم باصطفاف عربي علي كافة المستويات كما حدث بالأيام الماضية بفضل منتخب كرة القدم الذي حمل طموحات و تطلعات و أمنيات أمة بأسرها ،كانت غائبة ؟ - هل نتطلع إلي اتحاد عربي شامل كما فعلت أوروبا باتحادها، يجمع بين دول العرب الغني منها بجانب الفقير ، القوي منها بجانب الضعيف ،ليشكل قوة سياسية و اقتصادية و جغرافية كبري ، تتحسب لها الأمم ؟ - نهاية : - شكراً من القلب لمنتخب الأشقاء بالمغرب ، أسود كرة القدم العربية الذين قهروا المستحيل و استحقوا التتويج باللقب حتي و إن لم يحالفهم الحظ لقيادة مبارة النهائي ، - - شكراً للأمل الذي بعثتموه بنفوس الجماهير العربية العريضة و للفكرة التي ستظل تراود خيالنا و تقوي من عزمنا ، استعداداً لمربع ذهبي قادم يحمل اسم منتخبين عربيين و ليس واحداً ، - و لم لا، فالأمل بات غير مستحيل



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;