الحوار الوطنى بعد عام بين الأمل والسؤال

أكتب كلماتى اليوم بقلب مواطنة مصرية حالها يشبه حال ملايين المصريات ، تستيقظ صباحاً ساعية فى الأرض باحثة عن السلام والأمن والأمان فأنعم الله بهم علينا فى مصر ، تخطو خطواتها من أجل البناء ، فرعاية الأبناء بناء ، الذهاب إلى العمل بناء ، الأستماع إلى الأخرين والتعلم منهم أو إفادتهم بناء ، ولكن قد أكون حملت على عاتقى عدد من التفاعلات أكثر ممن تحمله ملايين المصريات ، ربما يشبهنى مئات أو ألاف ، فتحملت مسئولية المشاركة المجتمعية فى عدد من الأنشطة ، منها مشاركات حزبية وعمل مدنى وخدمية ، وأصبحت أكون أراء وأشارك بها فى الإعلام والصُحف فى محاور سياسية ومجتمعية ، ويوم بعد يوم ، ينهال على قلبى وعقلى الشغف وحب معرفة المزيد ، وينهال التساؤل بداخلى ، من فى مجتمعنا على خطأ ومن يحمل فى حقيبته الفكرية الصواب ؟، وهل كل أراء الفلاسفة والخبراء والعلماء الأجانب الذين نعتز بأفاكارهم وكتبهم وتصريحاتهم كانوا على صواب ؟ منهم الأنجليزى والأمريكى والفرنسى ، نقرأ بكل ثقة أننا بين صفحات كتبت بيد أمينة وعقل ناضج ، والحقيقة أن كل هؤلاء ، هم عُصارة تجارب قاسية ، وخبرة حقيقية ، ولكن أيضاً لا ننسى أن الدول لا تتشابه فى التاريخ والجغرافيا والثقافة ، كل دولة لها طابعها الخاص ، حتى فى أشكال الشعوب ، لكن هناك دائماً عامل مشترك وجدته بين جميع فئات المجتمع ، وبين مختلف الشعوب ، وبين الدول والحكومات ، وهوالبحث عن "الأمان" ، المواطن البسيط يسعى ليؤمن أسرته ويكفيها من طلبات الغذاء والصحة وغيرهما من الأمور ، المواطن الطموح يسعى ليؤمن مستقبله الذى يطمح اليه سواء كان طموحه سياسى ليحقق أفكاره ويفيد بها بلده ، أو أقتصادى ليحقق مكاسب مالية والأستثمار يفيد بلده أيضاً ، والدول والحكومات تسعى للهيمنة والسيطرة لتؤمن جبهتها الداخلية ، وقوتها الخارجية ، أما عن الشعوب ، فما الشعوب إلا تجمعات من المواطن البسيط والطموح ، كتبتُ كل ماسبق من أجل أن نعى أن كلمة " حوار وطنى " قد لا يهتم بها الكثير لأن الملايين بسطاء ، لا يبحثون سوى عن اللقمة والكفاف ، لكن الألاف الطموحين والشغوفين ، هم من يعوا ويهتموا بالحوار الوطنى ، وعليهم مسئولية كبيرة ، من أجل تحقيق مصداقية هذا الحوار وتحقيق أهدافه ، فمن يطمح أدرك وعاصر تجارب وخطوات كثيرة ، وأندمج بين مختلف فئات المجتمع ، وعليه أمانة التعبير ، ونقل الصورة بشفافية لمن يهمه الأمر ، فأصبح تحقيق أحلام البسطاء ، على عاتق كُل من يرى نفسه قيادى أو له صوت يستطيع أن يُسمِعه للمسئولين لتغيير الأوضاع للأفضل . منذ عام تقريبا ، فى أبريل الماضى ، أطلق سيادة الرئيس الحوار الوطنى من إفطار الأسرة المصرية ، وكلف الجميع بالعمل و المشاركة والتنسيق ، من أجل الوصول إلى ملفات حقيقية وقضايا ملموسة فى المجتمع ، لتطرح هذه القضايا على سيادة الرئيس بنفسه ، ويعمل على حلها ، وأقصد هنا الجميع أى المشاركين ، " مؤسسات مجتمع مدنى ، أحزاب سياسية ، نقابات ، أصحاب الرأى والفكر والشخصيات العامة " وخصصت الأكاديمية الوطنية للتدريب موقع على الأنترنت ، ليستطيع كل مواطن كتابة ما يريد من مقترح أو طلب أو تساؤل ، وعُرضت بالفعل هذه المقترحات على مجلس أمناء الحوار الوطنى ، الذى أفضى به الأمر ، الوصول إلى تحديد 113 ملف ، للمناقشة وطرح حلول وتوصيات ،واليوم وبعد أنطلاق أولى فعاليات جلسات الحوار الوطنى ، كانت الجلسة الأفتتاحية الرئيسية التى حضرها رئيس مجلس الوزراء وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ ، وعدد من الوزراء ، وبدأت بكلمة مسجلة من رئيس الجمهورية يشكر الجميع على الجهد المبذول من أجل أنجاح الحوار الوطنى ، ولا ننسى أن الرئيس أستجاب وبسرعة لأولى مقترحات دوائر الحوار الوطنى ، أن يكون الأشراف القضائى على الأنتخابات ضرورة طبقاً لطلبات أولى مخرجات الحوار الوطنى ، بالطبع لا يكفى الحديث هنا عن وصف هذا اليوم الذى شابه العُرس الجميل لمصر فى أزهى صورة لها ، ولم شمل جميع الفئات والأطياف المعارض منها و المؤيد ، والأختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية ، لكن فى نهاية الأمر تُطرح التساؤلات من المواطن البسيط ، هل الحوار الوطنى هيحل مشاكلنا ؟ هيحسن وضعنا الأقتصادى ؟ هيحسن التعليم والصحة وهيوفر لأولادنا فرص عمل ؟ هل سيمنح فرص قيادية لفئة عريضة من الشباب لم يحصلوا عليها رغم أنهم يستحقونها من وجهة نظرهم ؟ هل سيتم أنصاف المرأة المعيلة والمطلقة وأم ذوى الهمم بتطبيق القانون الذى مُنح لها من القيادة السياسية وواجهت عراقيل فى تطبيقة ؟ قيادتنا السياسية لا يهدأ لها بال محاولة دائماً إصلاح الشئون الداخلية من برامج داعمة للمرأة والعمالة غير المنتظمة وذوى الهمم وتوطين الصناعة والإصلاح والتوسع الزراعى وهيكلة بنية تحتية جديدة لتدعم وتقوى الجمهورية الجديدة ، بجانب مسئولياتها الخارجية وحماية مصر ، قوتها فى الأمن القومى الأستراتيجى لحماية الدولة المصرية ، قيادتنا مستمرة فى أستراتيجية التنمية المستدامة 2030 ، رغم كل التحديات و الظرو ف الصعبة ، أقليمياً ودوليياً ، كان الله فى عون القيادة السياسية ، وننتظر جلسات الحوار الوطنى المتخصصة الأسبوعية لتعبر عن جموع الشعب المصرى فى كل محافظة وقرية ونجع ، فخورة بمصريتى .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;