اخترت هذه الشخصية التي قدمها الفنان الكبير الراحل عبد الله فرغلي في مسرحية " إنها حقا عائلة محترمة " لأنها كانت بداية معرفتي شخصيا بهذا الفنان العظيم، الذي من وجهة نظري لم ينل حقه من التكريم والاحتفاء في حياته برغم أنه يمتلك رصيد فني ضخم يتجاوز الـ 500 عمل ما بين السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة، إضافة لموهبة أخري لا يعرفها الكثيرين عن عبدالله فرغلي وهي التأليف فقد كتب الكثير من الأعمال المسرحية والتليفزيونية .
شخصية بسيوني أبو الليف في مسرحية " إنها حقا عائلة محترمة " والتحول الذي طرأ عليها شكلا وموضوعا تكشف عن كوميديان كبير يفجر الضحك علي المسرح مستخدما كل أدواته الصوتية والجسمية للإضحاك ، فبدالله فرغلي هو أحد اضلاع فرقة الفنانين المتحدين وقدم معها مسرحيات : حواء الساعة 12، سيدتي الجميلة، مع خالص شكري، سكر زيادة، الزيارة انتهت، الصول والحرامي، حارة الضحك، لعبة الزواج، وكتب بعض المسرحيات .
في السينما قدم عبد الله فرغلي الكثير من الشخصيات أتذكر منها شخصية "أدهم بيه أبو سوسو" لواء الشرطة السابق المتواجد داخل بنك يتم السطو عليه، قدم فرغلي هذه الشخصية بخفة دم كبيرة وكان ندا وسط اثنين من الكوميديانات الشباب وقتها هم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين في فيلم " حلق حوش "، وكان أهم ما يميز الفنان الراحل عبد الله فرغلي وسر نجاحه وتواجده الدائم والمستمر في الفن المصري أنه كان يتطور ويعاصر كل جيل وينسجم مع نجومه وينقل لهم خبرته، وتقريبا عاصر أكثر من 5 أجيال ومثل أمام كبار النجوم مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي مرورا بعادل إمام ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وهاني رمزي وصولا بأحمد الفيشاوي وإياد نصار وحسن الرداد .
عبد الله فرغلي رحل في 18 مايو 2010، بعد رحلة إبداعية طويلة ثرية بالأعمال المتنوعة، رحمه الله بما قدمه من أعمال خالدة ما زلنا نستمتع بها حتي الآن .