حكومة نومها تقيل

عندما يبتليك الله بحكومة بطيئة الحركة، ثقيلة القرار قليلة الحيلة، لابد أن تبحث عن مخرج، لابد أن تصرخ وتنادى "الحقونا"، فالحكومة متراجعة ليس فقط فى الأداء والإنجاز، وإنما أيضًا فى البيانات وكشف الحقائق والرد على الأكاذيب، كل ما يصدر عنها متأخر، وبعد أن يكون قد "فات الميعاد" وخربت مالطا وامتلأ الفيس والتويتر بكل أنواع الشائعات والسخرية والتعليقات واللعنات، نوم الحكومة تقيل، وحواسها تحتاج تطهير حتى تتلاءم مع عصر الحروب الفضائية، كثير من الشائعات كان يمكن أن تسقط وتموت قبل أن تبدأ لو كانت الحكومة لديها القدرة على المبادرة والحرب الاستباقية، لكنها للأسف حكومة انسحابية، محترفة فى خلق المساحات لأعداء الدولة لينفثوا سمومهم، ويعكروا مزاج المصريين ويشحنوهم غضبا، حكومتنا دائما متوترة ومتوجسة وقلقة ومترددة، تحسبها مليون مرة فى زمن يربح فيه الأسرع والأكثر قدرة على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب، لكن حكومتنا ترجع للخلف، وتشد معها كل مؤسسات الدولة، ولولا أن الرئيس يتدخل كثيرا للإنقاذ وتصحيح المسار، وتسانده فى هذه المهمة المؤسسة العسكرية بما تملكه من اليقظة والانضباط الذى يحمى من الترهل الإدارى، والرؤية الاستراتيجية، التى تجنب الكوارث والأفكار، التى تطرح البدائل والإبداع، الذى يحل العقد لغرقت مصر فى شبر مية حكومية. بكل صراحة آفة مصر فى حكوماتها ، التى غالبا "على قد حالها"، حكومات كثيرة الكلام، مبدعة فى التصريحات ، لكن على أرض الواقع "صفر مدور" ، لو كانت حكومات مصر المتعاقبة تفهم قيمة البلد وما لديها من ثروات ، ولديها رؤية لما وصلنا إلى هذا الحال الذى نستجدى فيه من الشرق والغرب لنسد العجز ونواجه المطالب الرئيسية فى الموازنة بالعافية ، ونضرب أخماسا فى أسداس أمام أى أزمة أو مواجهة ، المرات القليلة ، التى كانت لدينا حكومات عندها الرؤية أو الجرأة والقدرة على العمل تخطينا عقبات كثيرة، حدث هذا مع الراحل الدكتور عاطف صدقى ، والسابق المهندس إبراهيم محلب، لكن كلما كانت لدينا حكومات عديمة الرؤية سقطنا فى فخ الفشل والترهل، عاطف عبيد نموذجًا، وكلما كانت الحكومة يسيطر عليها الفساد والمصالح الخاصة وأحاط بها "الأرزقية"، اتجهت الدولة سريعا إلى الانهيار. النموذج الأفضل على ذلك حكومة أحمد نظيف، التى حققت نموا غير مسبوق لكنه كان نموا مخلوطا بالظلم الاجتماعى، فوائده حصدها الكبار وبكى من ظلمها الفقراء والصغار فاشتعلت الثورة، ونحن الآن أمام حكومة من نوع جديد، لا لاننكر بالطبع أن ظروفها صعبة والتحديات التى تواجهها كثيرة، لكن فى المقابل الحكومة نفسها تعانى من مشاكل خطيرة، فالرؤية الضعيفة ظاهرة للعيان، والأيدى المرتعشة متوفرة والفساد حاضر عند البعض ، ولهذا فالغضب زائد عن الحد، وللأسف يتحمله الرئيس وحده لأن المواطنون لا يعرفون غيره ولا يثقون إلا فيه. والأمر المحير أنه حتى من يتبرع من مسئولى الحكومة بالكلام يزيد الطين بلة، ويفسد ما كان يمكن إصلاحه، وبعضهم إذا تحدث أبدع فى اصطناع الأزمات. بكل صراحة، أداء الحكومة إجمالا يحتاج مراجعة، وقفة مع النفس، واستماعا لرؤى أخرى من خارج مجلس الوزراء، الحكومة تحتاج أفكارا خلاقة، كما تحتاج وزراء من نوعية المقاتلين، أبناء بلد يفهمون لغة الشارع ومطالبه حتى تستطيع استيعابه.. تحتاج الحكومة إلى وزراء أسرع فى التحرك، وخبراء فى الخطاب السياسى مع الشارع، متخصصين يفهمون كيف ومتى يتحدثون إلى الناس، وما الأسلحة المطلوبة لمواجهة الحرب المعلنة ضد مصر، لأنه وبكل صراحة نقطة الضعف الرئيسية، التى تعانى منها مصر فى هذه الحرب هى أداء الحكومة .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;