" المواطن الصالح "

"بمجرد أن تسمع كلمة حرية أو ديموقراطية توخى الحذر .. ففى البلاد ذات الحرية الحقيقية لن تحتاج أن يخبرك أحد أنك حر".. جملة خالدة للمهندس والفيلسوف الأمريكى "جاك فبريسكو".

فى تقديرى أنه لا يمكننا القفز على قيم العدالة والديمقراطية ثم نندفع مهللين بأنها من دواعي الأمن وحماية الحريات، ففى عام ١٩١٣، وفى الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا صدر أول عدد من جريدة "المواطن الصالح" والتى كانت تحث المواطنين على الدفاع عن النظام الأمريكى القائم حينها وحمايته من خطر الزنوج الرهيب.. المفارقة أن هذا المواطن الصالح بمقاييس العصر الذى نحن فيه، هو مواطن غير صالح لبلاده او حتى للإنسانية كما ذكر الدكتور كيرلوس بهجت فى أحد مقالاته.

لن أتحدث عن هذا الضغط النفسى الهائل الذى يمثل عبئا على صدور شبابنا رغم ما يمتلكونه من دوافع وروح، لكن خلافا للمنطق وبسبب لقطة استفزازية قام بها الشاب شادى حسين وصديقه الممثل الشاب احمد مالك "مع التسليم بأنها لقطة مرفوضة وغير مقبولة"، قامت الدنيا ولم تقعد فى دراما اعتاد المصريين أن يتعاطونها فى الفترة الأخيرة رغما عنهم تاركين لقطات أخرى أشد وطأة وأكثر إيلاما.

أتساءل حقاً كيف يمكنك ان تستدعى أى شىء فى ظل صفرية وجودك وبعد أن انطلقت أحلامك من قمقمها.. تلك الأحلام المحملة بانكسارات الماضى والتى داعبت وهجا فى الأفق بعد ثورة ٢٥ يناير.

أقول إنه حين تصبح كلمة المواطن الصالح مرادفا للتهليل والتطبيل ومرتبة يتحصل عليها البعض نفاقا للبعض لا تتوقع تقدما ولا تنتظر أن تكون بلادك "قد الدنيا".. فقط ستختزل كل الأشياء الجميلة بداخلنا لتطفو على السطح تلك الديناميكية المرهقة وتنهكنا تلك التعصبات البائسة التى نشاهدها الآن ، فنستيقظ صباحا لنجد أن الذى كان بين أيدينا قد ذهب.. وأن تلك الأشياء الجميلة التى لم تر وجه النور قط قد ذهبت للبعيد.. حينها فقط سنستشعر عمق الصدمة ويكون إحساسنا بالفقد عظيما



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;