بنى الخواجة «إيفل» كوبرى أبوالعلا منذ أكثر من مائة عام، ليكون تحفة هندسية يذكرها التاريخ مع البرج الشهير باسمه فى قلب باريس، ومع اختراع المحليات عرفت مصر معنى الفساد الإبداعى، الذى يبرر هدم التراث ويستخرج التصاريح للأدوار المخالفة، ومنذ ذلك الحين سقط التاريخ مصابا بارتفاع ضغط الدم، لأنه حينما ذهب لتخليد الكوبرى، وجده كومة حديد ملقاة على ضفاف النيل، مجرد خردة تتعرض للسرقة يوميا منذ سنوات، وحدهم الصنايعية أدركوا قيمة الأجزاء الصغيرة لهذا الكوبرى، وتداولوها قطعا ثمينة من الزمن الجميل، أما الحكومة فقد تذكرت فجأة أنه ملقى هناك، واعتبرته مجرد خلاف إدارى بين وزارة الرى ومحافظة القاهرة.