ذهبت الأسبوع الماضى إلى عدة مواقع شرطية من أجل تصوير حلقة بمناسبة عيد الشرطة الخامس والستين، لعرضها من خلال برنامجى 90 دقيقة على شاشة المحور الفضائية، كنت ذاهباً إلى تسجيل هذه الحلقة وأنا على يقين أننى سأقدم صورة جديدة ومختلفة عن الصورة النمطية التى تسوق وتروج عن جهاز الشرطة بالإعلام المصرى، ولكننى حينما وصلت إلى المقرات وتعايشت مع فعاليات الحلقة خاصة بإدارة المفرقعات شعرت شعورا غريبا فاق تصوراتى وكل أحاسيسى، فهؤلاء يعملون فى مهنة شديدة الخطورة والإنسانية بذات الوقت، إنهم رجال من طراز خاص ينزلون يومياً من منازلهم بعد أن يُودِّعوا زوجاتهم وأبناءهم، إذ ربما يمنعهم القدر من العودة إليهم مرة أخرى، عقيدة حقيقية وإيمان كامل بمعنى وقيمة الوطن وشجاعة من طراز فريد تجعلهم يموتون فداء للوطن والأبرياء دون تذمر أو أدنى اعتراض.. تحية وتقدير وإجلال واحترام لهم واللعنة على كل من أساء إليهم وحاول تشويه صورتهم.. انتهى.