لو قال لى أحد هذا الكلام لما صدقت، لكنى للأسف رأيته بعينى فى التسجيل المصور الذى نشره الزميل «كامل كامل» المختص بشؤون الجماعات الإسلامية على موقع «انفراد» وفيه جلس الشيخ أحمد الفولى، القيادى بالدعوة السلفية ومسؤول اللجنة الإعلامية بحزب النور السلفى، فى أحد الاستوديوهات ليروى حوارا دار بينه وبينه الجن! نعم.. شيخ يرتدى العمامة الأزهرية جلس فى أحد البرامج التليفزيونية ليروى حوارا دار بينه وبين الجن، هكذا تم الأمر تماما، وليس لك أن تنظر فى ساعتك أو ترمى عينك على تاريخ اليوم، لتتأكد أنك فى عام 2017 بعد ميلاد السيد المسيح وليس فى القرون الوسطى، وليس لك أيضا أن تعترض أو أن تسخر فما قاله الشيخ مقدس، ومزاعمه لها كل الشرعية، فهو فى برنامج تليفزيونى سمحت به الدولة، واستمع له الملايين ولم يعترض أحد، ثم ما دخلك أنت وهذا الشيخ المبارك المبروك وأصدقائه من الجن ولماذا الاعتراض أصلا؟ فهل نحن، لا سمح الله، فى مجتمع عاقل؟ وهل نحن مثلا فى دولة تحترم عقول الناس؟
استمع إلى ما قاله فضيلة الشيخ صاحب الشرعية الأزهرية التليفزيونية السلفية الجنية المشتركة لتتأكد أن سيوف القانون لا تشهر إلا على رقاب المثقفين فحسب، أما أصحاب الجن الذى يعممون الجهل والخرافة فلهم كل الشرعية ومعهم كل القوة ولهم واسع النفوذ، فقد قال فضيلته فى سياق عرض تجربته الفذة، خلال إحدى تجاربه مع علاج الجن بالقرآن: «الجن أنواع فأنا أقوم برقية شرعية، لشخص مصاب بمس من الجن، وذلك أثناء أيام انتخابات مجلس الشعب، وعندما بدأت أقرأ القرآن الكريم على المريض، الجن قال لى يا شيخ ماذا ستقرأ فأنا حافظ سورة الفاتحة وآية الكرسى، وسورة الناس، ثم ختم الجن حديثه معى قائلا: شوف يا شيخ أنا سلفى زيك».
يجب هنا أن تلاحظ أن هذا الرجل صديق الجن ليس سلفيا فحسب وليس شيخا فحسب وإنما يعمل نائبا لرئيس تحرير جريدة الفتح الناطقة باسم الدعوة السلفية، وحصل من خلالها على عضوية نقابة الصحفيين، وليس هناك ما يمنع أن يترشح هذا الرجل غدا لمقعد مجلس النقابة ونجد زملاء لنا فى المهنة من أصدقاء الجن وندماء العفاريت، ولله الأمر من قبل ومن بعد.