الضحايا وحدهم ظاهرون للعيان فى سوريا..
القتلى وحدهم يتصدرون المشهد، ليتم استخدامهم من قبل تجار الحرب على اختلاف مللهم ونحلهم وشركاتهم، قتلى القنابل الذكية والقنابل الغبية بادون أمام أعيننا، ومعهم ضحايا الصواريخ المحلية والصناديق المتفجرة وصواريخ أرض أرض والألغام وقذائف الهاون وغاز الأعصاب والصواريخ المحلية المحملة بغاز الأعصاب والمواد الكيماوية شديدة التلوث.
آلة القتل تعمل وستظل تعمل، وضمن دواليبها الأسلحة الكيماوية، ومنصات الأخبار المزيفة والصور المفبركة حول الضحايا لتحقيق انتصارات وهمية من أطراف المعسكر الروسى وحلفاء بشار الأسد، أو من أنصار المعسكر الأمريكى ورعاة الميليشيات والعصابات المتطرفة والمرتزقة المسلحين، لكن هل يصل الأمر إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل لتحقيق انتصارات سياسية أو عسكرية؟ نعم يصل الأمر بمجرمى الحرب إلى أكثر من ذلك، وكم رأينا فى هيروشيما وناجازاكى وكمبوديا وفيتنام والعراق ولبنان وفى سوريا الجريحة نفسها، رأينا السلاح الكيماوى وغازات الأعصاب والسارين فى خان شيخون وقبلها فى خان العسل بحلب الشهباء والغوطة الشرقية بتخوم دمشق.
ولذلك أرجو ألا ينخدع أحد بالآلة الإعلامية الجبارة التى تقاتل فى ميدان الحرب المعلوماتية، وإطلاق الاتهامات لتثبت فى الوعى العربى والعالمى أن بشار الأسد هو المتهم الوحيد باستخدام الأسلحة الكيماوية فى هذه الحرب القذرة، لأن المتهمين كثر، والضحايا كثر، لكن الأدلة على المتهمين تكاد تكون منعدمة، وكل مالدينا هو اتهامات متبادلة وانحيازات واضحة للمؤسسات الدولية إلى جانب المعسكر الأمريكى، وكذا انحياز وسائل الإعلام الغربية التى تدعى المهنية والمصداقية إلى جانب المعسكر الأمريكى الراغب فى كسر شوكة الروس، وقطع أرجلهم من البحر المتوسط وكسر مسار الجبهة الروسية الإيرانية السورية، وصولًا إلى حزب الله فى لبنان.
ولكن ماذا عن أزمة الأسلحة الكيماوية المستخدمة فى خان شيخون؟ هل بشار الأسد وراءها حقًا؟ وهل التدخل الأمريكى بقصف قاعدة الشعيرات الجوية بأكثر من 50 صاروخ توما هوك قرار صائب؟ وما مستقبل السلام فى سوريا بعد الضربة الأمريكية؟ وهل يستطيع الحلف الأمريكى تمرير قرار فى مجلس الأمن بفرض عقوبات على بشار الأسد فى ظل تمتعه بالحماية الروسية الصينية؟