الفول والزيت والذرة!

استيرادنا كل عام 2 مليار دولار فول ومثلها زيت طعام ومثلها ذرة صفراء، يعنى 6 مليارات دولار سنويا، أى أكثر من 100 مليار جنيه، ويا ريت كنا طبقنا مقولة الاستعمار البريطانى، بأن مصر بلد زراعى، كان زمان البلد بِتأكّل نفسها، ولا يتحكم فى معدتها الدولار اللعين، والغذاء أمن قومى، والشعوب التى تعتمد على الخارج تعرض أمنها القومى للخطر، ومصر من بينها، ولن نتحدث عن القمح، فهذا همّ آخر يطول شرحه. لماذا لا نزرع طعامنا؟ ولماذا أصبح بلد النيل مهموما كل يوم بتوفير الغذاء لشعبه، ويقول لنا التاريخ، الله يرحمه، أن مصر كانت تطعم العالم، وكانت سلة غذاء القمح، وكانت تحتكر إنتاج الفول، وتنتج كميات ضخمة من الذرة التى تدخل فى صناعات غذائية متعددة، وكانت تعصر بذرة القطن فتحصل على أنقى زيوت الطعام، أما الآن فلم نعد نصدر حبة فول ونستورده بالكامل من الخارج، ونستورد %100 من زيت الطعام، وضع بجانبهم القمح والعدس. لم يحدثنا الوزير المسؤول فى الحكومة، الزراعة، عن ذلك، ولم يحمل لنا البشرى بأننا سنزرع تلك المحاصيل الاستراتيجية، ولم يقل إنه لديه خطة قصيرة أو طويلة المدى، لسد أكبر قدر من الفجوة الغذائية، ولم يُسْعِدنا بأن مصر قادرة على إطعام نفسها، وأن الخير قادم فانتظروه، وإذا فعل ذلك سنصفق له، لأن البلاد فى أمس الحاجة لمن يفتح أمام شعبها طاقات الأمل، شريطة أن تكون الوعود حقيقية ومقترنة بجدول زمنى يتم تنفيذه باحترام. ليس عيباً أن تكون مصر بلد زراعى.. يا ريت، رقصنا على السلم فلم نصل إلى الصناعة أو الزراعة، وأصبحت بلادنا مفتوحة على مصراعيها لكل منتجات بلاد العالم، نحن نستهلك وهم ينتجون ويشغِّلون شبابهم ويقاومون البطالة، من جيوبنا وعلى حسابنا، وظللنا منذ عام 1952 نرفع شعار حماية الصناعة الوطنية، فلم تنجح الحماية فى رفع مستواها.. وأصبح العبء عبئين.. أهملنا الزراعة ولم تنهض الصناعة. الأهداف الكبرى لا تتحقق بالتمنى ولا بالصمت، وإنما بالتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة والنوايا الحسنة، وهى شروط ثلاثة نريد أن نعرفها فى استراتيجية وزير الزراعة لتحسين الموقف الغذائى، وأن يتحدث إلينا بلغة نفهمها، فقد يكون لديه ما نفكر فيه، ولكن لم تتح له الفرصة، أو ربما يخشى الحسد ويريد أن يفاجئ الناس بالخير مرة واحدة.. مثل هذا الكلام جميل، ولكنه لا يخضع للمراقبة والمتابعة. لم يعد لأحد حجة بعد تعويم الجنيه، وأصبحت الزراعة مجزية جداً، سواء للتصدير أو الاستهلاك المحلى، ويمكن أن تحقق أرباحاً كبيرة للمزارعين.. المهم الآن أن يعود «المايسترو» الذى يخطط ويقود، بشرط أن تكون أمامه خريطة كبيرة تجيب عن ثلاثة أسئلة: أين نحن الآن؟.. أين نريد أن نصل؟.. كيف نصل إلى هناك؟



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;