هذا هو تاريخ الأقباط خلال 3 سنوات من حكم السيسى

ثلاث سنوات قضاها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا لجمهورية مصر العربية، منذ فوزه بمنصب الرئاسة 3 يونيو 2014، وخلال حكمه تمت فتح صفحة جديدة مع الأقباط فى مصر، ويراه مفكرون ورجال دين مسيحي من أفضل رؤساء حكموا مصر فى تعامله مع الأقباط، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود تحفظات كثيرة على حكمة بل أدت لانخفاض شعبيته بين الأقباط.

5 زيارات تاريخية للسيسى فى الكاتدرائية لكسر جمود العلاقة بين الرئيس والكنيسة



زار الرئيس عبد الفتاح السيسى الكاتدرائية المرقسية بالعباسبة والتقى خلالها بالبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 5 مرات منذ توليه الرئاسة فى يونيو 2014 وهى أحداث تاريخية بالنسبة للكنيسة، حيث لم تعتد أن يزورها الرؤساء المصريين على مر العصور لتهنئتهم بالأعياد أو المناسبات أو تقديم واجب العزاء بضحايا الأحداث الإرهابية والتى يعتبرونهم شهداء وفق المعتقد المسيحى.


الزيارة الأولى.. يناير 2015



وجاءت الزيارة الأولى للسيسي إلى الكاتدرائية بشكل مفاجئ، وباتت هذه الزيارة الأولى لرئيس جمهورية مصرى في قداس الميلاد، وإلقائه كلمة للأقباط من أمام الكرسي البابوي، وهو ما دفع البابا تواضروس الثاني للتعقيب بقوله: "حضور الرئيس مفاجأة سارة، ولفتة إنسانية كريمة، وتهنئة باسم كل المصريين، ومصرنا تبدأ عصرًا جديدًا بروح جديدة، نبنيها جميعًا نحن كمصريين".


الزيارة الثانية فبراير 2015


لتقديم العزاء في قتل 21 قبطيًا على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا>


الزيارة الثالثة 6 يناير عام 2016



جاءت لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد، ودخل من باب فرعي، وخرج من الباب الرئيسي للكاتدرائية، بعد إلقاء كلمة للأقباط وعقب مغادرته، قال البابا تواضروس:"تهنئة الرئيس، وحضوره، هي تهنئة مصر كلها، وهذا الأمر يسعدنا، والشعب يقابله بالحب، وهذا الحب بين الشعب، والقيادة، يصنع المعجزات".

الزيارة الرابعة يناير 2017

للتهنئة بعيد الميلاد أيضا، وفى هذه الزيارة تحديدا خرج البابا تواضروس ليترك القداس ويتوجه لباب الكاتدرائية – وهو حدث استثنائى- وذهب لسيارة الرئيس ليستقبله أثناء نزوله منها ودخل معه الكاتدرائية

الزيارة الخامسة إبريل 2017

زار الرئيس عبد الفتاح السيسى الكاتدرائية المرقسية يوم 13 إبريل الماضى لتقديم العزاء للبابا تواضروس الثاني، بابا كنيسة الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لتقديم العزاء فى ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة مار جرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية يوم الأحد الماضي.

تقدمه جنازه عسكرية لشهداء البطرسية


ومن التواريخ الهامة 12 ديسمبر 2016، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الجنازة العسكرية الخاصة بشهداء الكنيسة البطرسية، في حضور البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الدفاع والداخلية، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين التنفيذيين، وكبار رجال الدولة،وحينها أعلن السيسي، اسم منفذ هجوم البطرسية، قبل مرور 48 ساعة، على تلك الجريمة الإرهابية، التي أسفرت عن استشهاد 23 شخصا، وإصابة 49 آخرين.


الزيارات والمناسبات لم تنهى الفتن الطائفية فى مصر



رغم زيارات الرئيس وتهنئته فى المناسبات وتعازيه فى المصائب، إلا أن أحداث الفتن الطائفية والعمليات الإرهابية لازالت كما هى دون معالجة حقيقية لها ومن أشهر القضايا التى حدثت فى الثلاث أعوام الماضية، قصة تجريد سيدة قبطية من ملابسها الشهيرة بـ"سيدة الكرم" نسبه للقرية التى منها والجناه أخذوا براءه بعد أن تدخل الرئيس آنذاك وطالب بتطبيق القانون على الجميع، وأيضا أزمة كوم اللوفى فى محافظة المنيا، حيث اعتدى متشددون على أقباط كوم اللوفى مركز سمالوط بالمنيا ، احتجاجا على قيام الأقباط بالصلاة اليوم داخل القرية فى احد المنازل بعد موافقة الأمن ، نظرا لعدم وجود أماكن أخرى لاستيعاب أعداد القرية، ولا زالوا يرفضون إنشاء كنيسة بالقرية، كما رفض متشددون بقرية الكوم الأحمر تجديد كنيسة القرية رغم وجود تصريح أمنى، وتجمهروا لمنع استكمال أعمال البناء، إضافة لواقعة التهجير القصرى التى حدثت لقرابة 400 أسرة مسيحية فى العريش مطلع فبراير الماضى بعدما قتل مسلحون مجهولون سبعة مسيحيين في حوادث متفرقة استهدفتهم في شمال سيناء وأعلنوا استهدافهم باقى المسيحيين.


تهجير أقباط العريش بعيدا عن سيناريوهات الدولة



يقول إسحق إبراهيم، باحث ومسئول ملف حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، خلال مؤتمر المبادرة المصرية للحقوق الشخصية لإعلان تقرير تحليلى عن وقائع القتل والتهجير القسرى بحق أقباط العريش، أن هناك معلومات مغلوطة كان المسئولين والإعلام فى مصر يروجونها عن العريش أولها أن ماحدث ليس استهداف دينى ولكن أعمال إرهابية تستهدف الجيش والشرطة والمواطنين فى سيناء، والحقيقة أنه استهداف دينى بحكم انتمائهم للمسيحية، ثانيا ما يقال عن أن ما حدث مغادرة وليست تهجير، والوزيرة غادة والى وزير التضامن الاجتماعى قالت جملة للمهجرين:"اعتبروها فسحة يومين ثلاثة وترجعوا تانى"، مع نفى المسئولين بأن ما وقع تهجير، ثالثا أن الدولة تدخلت فى الأزمة، والحقيقة أنها تدخلت بشكل محدود وعلى حسب كل محافظة فمنهم من وجد إعاشة للأسر المهجرة مثل بورسعيد، أما الذين جاءوا للقاهرة لم يرد عليهم أحد وهكذا.

البابا تواضروس:" تعبير تهجير مرفوض تمامًا"


رغم تأكيد المتخصصين على أن ما حدث فى تهجير قصرى إلا أن البابا تواضروس فى عظته الأسبوعية فى 1 مارس الماضى قال:" تعبير تهجير الذي شاع في الإعلام هذا تعبير مرفوض تمامًا ونحن نسكن في الوطن ويتعرض أبناؤنا في القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة وأبناؤنا المصريون الأقباط كما المسلمين أيضا يتعرضون لهذا العنف".

موقف الحركات القبطية من السيسى


الحركات القبطية التى اختفت من الساحة ظل نشطائها ومؤسسيها على الفيس بوك وأغلبهم يعلنون مواقفهم الرافضة للكنيسة والسيسى سواء، يرفضون التصريحات السياسية فى الصحف خاصة ضد الرئيس بعدما تعرض العديد منهم لمسائلات قانونية على خلفية أحداث سياسية ومظاهرات شاركوا بها أبرزها قضية ماسبيرو،إلا أن حساباتهم الشخصية لازالت معارضة.


"الرئيس والبطريرك.."تهنئة السيسى للمسيحيين وتعزيته فى شهدائهم لفته جميلة لم تحدث من الرؤساء السابقون فى العهود السابقة"



قال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، وعضو المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لـ"انفراد"، إن تعامل"السيسى" مع"البابا تواضروس" هو الأفضل بين الرؤساء المصريين ورأس الكنيسة القبطية قائلا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى من أفضل رؤساء مصر بالنسبة لتعامله مع الأقباط ورأس الكنيسة،وتهنئة السيسى للمسيحيين وتعزيته فى شهدائهم لفته جميلة لم تحدث من الرؤساء السابقون فى العهود السابقة، وتعامله مع البابا تواضروس ولنا ككنيسة رائعة وراقية جدا، لذا نحن كمسيحيين نحبه جدا، و نراه إنسان مخلص لمصر حتى النخاع، ويريد رفعة شأنها ونهضتها على جميع المستويات، فهو راجل يعمل بجدية ليلاً ونهاراً دون تفرقة بين المصريين، كما أن وضع المسيحيين فى تحسن مستمر فى عهده

"نحب السيسى ولكن نريد أن نرى محافظين ورؤساء جامعات ووزراء مسيحيين"



وتابع عضو المجمع المقدس، نشكره على قانون بناء الكنائس، وقد أخذنا حقوقا لم نأخذها فى السابق ، فمثلا لم يأت رئيسا فى السابق لتعزيتنا أو تهنئتنا بالكاتدرائية واخذ ثأرنا" تارنا" فى ليبيا بعد مقتل 21 قبطى هناك، هو إنسان إنسان إنسان، وننتظر منه المزيد، ولكن انشغاله بقيادة ونهضة واقتصاد وأمن مصر هو الأولوية الأولى له الأن ونحن معه فى ذلك، أما ما نريده من مطالب فسنحصل عليه مع الوقت.

الأنبا مرقس، الذى يرى السيسى رئيسا محبا للمسيحيين يطالبه أيضا بخطوات أكثر تقدما بالنسبة لوضعهم قائلا، نريد أن نرى محافظين ورؤساء جامعات ووزارء مسيحيين قد لانحتاج لذلك الأن ولكن نتمنى أن نراه مستقبلا بعد استتباب الأمن.

هل السيسى كان أفضل من سابقيه من الرؤساء فى التعامل مع الأقباط؟



يرى القمص عبد المسيح بسيط، أستاذ اللاهوت الدفاعى بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، أن تعامل السيسى مع الأقباط أفضل من جميع تعامل الرؤساء السابقون فى مصر معهم، فبعد استشهاد21 مصرى قبطى فى ليبيا والاعتداءات الإرهابية على الكنائس كان يتعامل بحكمة وبشكل ممتاز، ولكن فى القضايا الداخلية القبطية مثل الفتن الطائفية فى مصر مثل محافظة المينا وغيرها بها نماذج كثيرة للاعتداء على الأقباط مثل الاعتداء على أقباط كوم اللوفى وسيدة الكرم التى تم تجريدها من ملابسها فى الشارع والجناه أخذوا براءه، لم يتم تطبيق القانون، وحالات خطف البنات والمسيحيين، لازالت مستمرة فالأحوال لازالت كما هى، والسؤال هل تلك الأحداث تصل للرئيس أم لا؟ و فى حال وصولها هل اتخذ قرارا حيالاها أم لا؟.

وتابع أستاذ اللاهوت الدفاعى اسئلته قائلا، بالنسبة المتطرفون فى محافظة المنيا اتباع داعش لماذا لم يتدخل الرئيس لإنهاء سطوتهم وتخفيف عبء مشاكل مسيحي المنيا وغيرها من الكفور والنجوع؟، وأين المحافظين والوزراء المسيحيين فقد بدأ السيسى حكمه ب3 وزراء مسيحيين والآن وزيرة واحدة فقط فهل لا توجد كفاءات قبطية فى مصر للوزرات أو للمحافظين أو حتى مساعدى المحافظين؟.

"رئيس وزراء مصر يعمل بطريقة الحزب الوطنى المنحل والإخوان "



وشدد كاهن كنيسة السيدة العذرء بمسطرد، على أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل يعمل بطريقة الحزب الوطنى المنحل إبان عهد مبارك قبل ثورة 25 يناير وطريقة الإخوان أيضا مشيرا إلى أن أغلب الوزراء من الحزب الوطنى فى التعامل مع الأقباط، فمثلا قانون بناء الكنائس لا يطبق ويضرب به عرض الحائط والتحكم للسلفين والمتشددين فى محافظات صعيد مصر، فرغم تعامل السيسى أفضل من سابقيه من الرؤساء إلا أن فى الفتن الطائفية الداخلية ما يحدث هو نفسه ماكان فى عهد مبارك.

"الدواعش يتحكمون فى بناء الكنائس فى محافظة المنيا"



وأكد أن الفضل فى العلاقة القوية بين البابا تواضروس رأس الكنيسة والرئيس السيسى ترجع للبابا نفسه الذى يتحمل الكثير ولا يستطيع توضيح الأمور علنيا وعلى الصعيد الدولى فيلتزم الصمت حتى لايحرج الرئيس والدولة عالميا والدولة تعلم ذلك وتقدره ولكن نقوله له أنظر ياسيادة الرئيس للمسيحيين بمحافظة المنيا فالدواعش يتحكمون فى بناء كنائسهم ويمنعون بناءها وكأننا فى دولة أخرى.



"الأقباط رأوا فى ثورة 30 يوينو دفاعا عن الوجود وفى الجيش والسيسى حماية"



يؤكد كمال زاخر، المفكر القبطى، ومؤسس التيار العلمانى فى مصر، أن وضع الأقباط تحسن فى عهد السيسى ولكن ردود فعل الدولة تجاه العمليات الإرهابية التى تستهدفهم أكثر سرعة على سبيل المثال ما حدث فى العريش حيث قامت بإنزالهم فى بيوت شباب بمحافظة الإسماعيلية وقرارات سريعة من وزير الشباب والوزارت المختلفة فى إعالة المهجريين، وكذلك فى الاعتداء على الكنيسة البطرسية، بادر الجيش فى ترميم الكنيسة .

"الحكومة البيروقراطية المتراخية قد تكون مخترقة من الجماعات المتطرفة"



وتابع صاحب كتاب "قراءة في واقعنا الكنسي..شهادة ورؤية"و"العلمانيون والكنيسة"؟ أن الأداء الحكومى كان متعثرا فليس هو ما ننتظره بعد الأزمات مثل ماحدث فى المنيا وكوم اللوفى به حالة من التراخى والميوعة فهناك جهة حكومة تحاول حل الأزمات خاصة الرئاسة والجيش والجانب الأخر الحكومة البيروقراطية المتراخية والمتراجعة وربما تكون مخترقة من الجماعات المتطرفة، لذا فتراجع تأييد الأقباط للسيسى خاصة مع الأجيال الجديدة من أجل ذلك لو فكر فى إعادة الترشيح عليه معرفة أسباب تراجع شعبيه لدى الأقباط.

"الأقباط يرون السيسى مثل البطل مارجرجس دون قراءه رؤيته أو سياساته"


وفند كمال زاخر، المفكر القبطى، ومؤسس التيار العلمانى فى مصر، أسباب ارتباط الأقباط وحبهم للسيسى، قائلا:" خرج الأقباط فى ثورة 30 يونيو للدفاع عن الوجود دون أيدلوجية أو شعارات أو تحالفات تحكمها، لمواجهة خطر دولة الخلافة الذى سعى الإخوان المسلمين فى مصر تطبيقة، وشعورهم بالاستهداف، ورأوا فى الجيش الحماية من تهديد وجودهم، كما أن الجيش رأى فى الأقباط كتلة صلبة وظهير شعبى يقف خلفه، وهذا يفسر خلال 3 سنوات من حكم السيسى دائما ما كانوا فى حالة فزع من أى أحد يقترب من الجيش، وبالتالى يقترب من السيسى، فالسيسى لديهم يمثل حماية أكثر من رئيس دولة، وللأقباط خبرة سياسية داخل الكنيسة متمثلة فى شعورهم بأن البابا شنودة يحمى الكنيسة لأنه أكثر كلاما دفاعا عنها وبعد القبض عليه عهد السادات تحول إلى مصاف الشهداء المعزبين من أجل حماية الكنيسة، والصورة نقلت بعد 30 يونيو فأصبح رمزا بالنسبة لهم، والبابا الجديد لا يملك كاريزما فأصبح السيسى بالنسبة لهم مثل البطل مار جرجس،وسر تأيدهم له لا لقرائتهم رؤيته أو سياساته بل لأنه ممثل الجيش الذى يحميهم فتـأيدهم ليس سياسى بل موقف وجودى.





الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;