كان رعب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من صاروخ روسى بالستى عابر للقارات يدعى صاروخ "آر-36 إم 2"، وأطلق عليه الناتو (فويفودا أو الشيطان) إلا أن الخبراء الروس تمكنوا من تطوير هذا الصاروخ الشياطى بأخر أقوى وأحدث منه بأضعاف المرات وأطلقوا عليه "سارمات"، على أن يبدأ إنتاجه الثقيل على دفعات بحلول عام 2018.
مصنع كراسنويارسك شرق سيبيريا، هو المسئول عن تصينع الصاروخ ويزوده بمحرك "آر دي-264"، ومن مميزات هذا الصاروخ قدرته على تجاوز أية درع صاروخية عصرية ومستقبلية، لتحليقه بسرعة فرط صوتية، أي تفوق سرعة الصوت بمقدار 4-7 أضعاف، حيث يطلق من الفضاء وليس من الأرض.
يذكر أن فكرة عمل هجوم من الفضاء قد استخدمها الاتحاد السوفيتى سابقا، وصمموا صاروخ "آر-36"، ليتم الهجوم على العدو من الفضاء الكوني، أي من ارتفاع يفوق 100 كيلومتر، هو أمر أضمن لتحقيق النجاح،واستمر ذلك على مدار عشرة سنوات، ثم تم إتلاف تلك الصواريخ في يناير عام 1983 بموجب اتفاقية "ستارت-2" الخاصة بالحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، التي وقعت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وصارت كل الصواريخ الاستراتيجية السوفيتية والأمريكية تحلق في مسارات باليستية دون أن تدخل الفضاء الكوني.
لكن بمجرد أن يبلغ الصاروخ سرعة تعادل 4.5-5 ماك (سرعة الصوت)، وهي السرعة الفرط صوتية، تبدأ وسائل الدفاع الجوي بمواجهة صعوبات في اكتشافه واعتراضه، لعدم قدرتها على تحديد المسار الذي سيتخذه باتجاه هدفه. وفي حال قيام رأسه المتفجرة بمناورات عمودية وأفقية؛ فإن اعتراضه يصبح أمرا مستحيلا، إذ يطلق إلى مسافات بعيدة، وبوسعه التحليق عبر القطبين الشمالي أو الجنوبي أو أي منطقة أخرى من الكرة الأرضية.
فيما تراقب وزارة الدفاع الأمريكية عن كثب جميع هذه التجارب، حيث يجمع الخبراء العسكريون الأمريكيون على استحالة التكهن بمسار الصاروخ الروسي الجديد وحسابه، الأمر الذي يجعل استهدافه أمرا مستحيلا.
ويعتبر دخول هذا الصاروخ في قوام الصواريخ الاستراتيجية الروسية ورقة رابحة بيد الكرملين، تحبط كل المخططات الأمريكية لمواجهة الروس بالدرع صاروخية، إذ من المستحيل نشر درع صاروخية في كل مسار محتمل قد يهاجمك منه عدوك، وفي كل منطقة من العالم.